هذا وفى بعض الروايات ما يدل على أن سيحان وجيحان لا ينبعان من أصل شجرة المنتهى فليسا هما المراد بالباطنين وعن مقاتل الباطنان السلسبيل والكوثر أي ومعنى كونهما باطنين أنهما لم يخرجا من الجنة أصلا ومعنى كون النيل والفرات ظاهرين أنهما يخرجان منها وفى السيرة الشامية لم يثبت في سيحان وجيحان أنهما ينبعان من أصل شجرة المنتهى فيمتاز النيل والفرات عليهما بذلك وأما الباطنان المذكوران أي في الحديث فهما غير سيحان وجيحان قال القرطبي ولعل ترك ذكرهما أي سيحان وجيحان في حديث الإسراء كونهما ليسا أصلا برأسهما وإنما يحتمل أن يتفرعا عن النيل والفرات هذا كلامه ولعل المراد أنهما يتفرعان عنهما بعد خروجهما من الجنة فهما لم يخرجا من أصل السدرة ولا يبطنان في الجنة أصلا قال وإذا فيها في تلك الشجرة عين أي في أصلها أيضا يقال لها السلسبيل فينشق منها نهران أحدهما الكوثر والآخر يقال له نهر الرحمة فاغتسلت منه فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر انتهى أي فهما يخرجان من أصل سدرة المنتهى لكن لا من المحل الذي يخرج منه النيل والفرات وحينئذ يحسن القول بأنه يخرج من أصل تلك الشجرة أربعة أنهار نهران ظاهران ونهران باطنان وفى جعل الكوثر قسما من السلسبيل يخالفه جعله قسيما كما تقدم عن مقاتل فالباطنان الكوثر ونهر الرحمة فالأنهار التي تخرج من أصل سدرة المنتهى أربعة بناء على أن سيحان وجيحان لا يخرجان منها أو ستة بناء على أنهما يخرجان منها وعلى الأول لا ينافي قول القرطبي ما في الجنة نهر إلا ويخرج من أصل سدرة المنتهى لأن المراد إما خروجه بنفسه أو أصله الذي يتفرع منه بناء على ما تقدم من أن سيحان وجيحان يتفرعان عن النيل والفرات ولا ينافي ما عند مسلم يخرج من أصلها يعنى سدرة المنتهى أربعة أنهار من الجنة وهى النيل والفرات وسيحان وجيحان ولا ما عند الطبراني سدرة المنتهى يخرج من أصلها أربعة أنهار من ماء غير آسن ومن لبن لم يتغير طعمه ومن خمر لذة للشاربين ومن عسل مصفى وعن كعب الأحبار إن نهر العسل نهر النيل أي ويدل لذلك قول بعضهم لولا دخول بحر النيل في البحر الملح الذي يقال له البحر الأخضر قبل أن يصل
(١٢٦)