ولم يقطع فيه رحم ولم يؤخذ غصبا فكانوا يجتهدون في ذلك ويخرجونه من أموالهم فيضعونه في دار الندوة انتهى وقيل في تسمية شيبة الحمد عبد المطلب غير ما تقدم فقد قيل إنما سمى شيبة الحمد عبد المطلب لأن أباه هاشما قال للمطلب الذي هو أخو هاشم وهو بمكة حين حضرته الوفاة أدرك عبدك يعني شيبة الحمد بيثرب فمن ثم سمى عبد المطلب كذا في المواهب وقدمه على ما تقدم وفيه أنه حكى غير واحد أن هاشما خرج تاجرا إلى الشام فنزل على شخص من بني النجار بالمدينة وتزوج بنته على شرط أنها لا تلد ولدا إلا في أهلها أي ثم مضى لوجهه قبل أن يدخل بها ثم انصرف راجعا فبنى بها في أهلها ثم ارتحل بها إلى مكة فلما أثقلت بالحمل خرج بها فوضعها عند أهلها بالمدينة ومضى إلى الشام فمات بغزة قيل وعمره حينئذ عشرون سنة وقيل أربع وقيل خمس وعشرون وولدت شيبة الحمد فمكث بالمدينة سبع سنين وقيل ثمان فمر رجل على غلمان يلعبون أي ينتضلون بالسهام وإذا غلام فيهم إذا أصاب قال أنا ابن سيد البطحاء فقال له الرجل ممن أنت يا غلام فقال أنا شيبة بن هاشم بن عبد مناف فلما قدم الرجل مكة وجد المطلب جالسا بالحجر فقص عليه ما رأى فذهب إلى المدينة فلما رآه عرف شبه أبيه فيه ففاضت عيناه وضمه إليه خفية من أمه وفي لفظ أنه عرفه بالشبه وقال لمن كان يلعب معه أهذا ابن هاشم قالوا نعم فعرفهم أنه عمه فقالوا له إن كنت تريد أخذه فالساعة قبل أن تعلم به أمه فإنها إن علمت بك لم تدعك وحالت بينك وبينه فدعاه المطلب وقال يا أخي أنا عمك وقد أردت الذهاب بك إلى قومك وأناخ ناقته فجلس على عجز الناقة فانطلق به ولم تعلم به أمه حتى كان الليل فقامت تدعوه فأخبرت أن عمه قد ذهب به وكساه حلة يمانية ثم قدم به مكة فقالت قريش هذا عبد المطلب أي فإن هذا السياق يدل على أن عبد المطلب إنما ولد بعد موت أبيه هاشم بغزة وكون عمه المطلب كساه حلة لا ينافي ما سبق أنه دخل به مكة وثيابه رثة خلقة لأنه يجوز أن تكون هذه الحلة ألبست له عند أخذه ثم نزعت عنه في السفر أي أو أن هذه الحلة اشتراها بمكة كما يصرح به كلام بعضهم وما وقع هنا
(١٠)