السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ١١
من تصرف الراوي على أنه يجوز أن يكون اشترى له حلتين واحدة ألبسها له بالمدينة وأخرى اشتراها بمكة وألبسها له وفي السيرة الهشامية أن أم عبدالملطلب كانت لا تنكح الرجال لشرفها في قومها حتى يشرطوا لها أن أمرها بيدها إذا كرهت رجلا فارقته أي وإنها لا تلد ولدا إلا في أهلها كما تقدم وأن عمه المطلب لما جاءه لأخذه قالت له لست بمرسلته معك فقال لها المطلب إني غير منصرف حتى أخرج به معي إن ابن أخي قد بلغ وهو غريب في غير قومه ونحن أهل بيت شرف في قومنا وقومه وعشيرته وبلده خير من الإقامة في غيرهم فقال شيبة لعمه إني لست بمفارقها إلا أن تأذن لي فأذنت له ودفعته إليه فأردفه خلفه على بعيره ويحتاج إلى الجمع بين هذا وما قبله فقالت قريش عبد المطلب إبتاعه أي ظنا منهم أنه اشتراه من المدينة فإن الشمس أثرت فيه وعليه ثياب أخلاق فقال لهم ويحكم إنما هو ابن أخي هاشم ولا يخالف هذا ما سبق من أنه صار يقول لمن يسأله عنه من هذا فيقول عبدي لأنه يجوز أن يكون بعض الناس قال من عند نفسه هذا عبد المطلب ظنا منه وبعضهم سأله فأجابه بقوله هذا عبدي كما تقدم ولما دخل مكة قال لهم ويحكم إلى آخره وهاشم بن عبد مناف وبعد مناف اسمه المغيرة أي وكان يقال له قمر البطحاء لحسنه وجماله وهذا هو الحد الثالث لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الجد الرابع لعثمان بن عفان والجد التاسع لإمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنهما ووجد كتاب في حجر أنا المغيرة بن قصي أوصى قريشا بتقوى الله جل وعلا وصلة الرحم ومناف أصله مناة اسم صنم كان أعظم أصنامهم وكانت أمه جعلته خادما لذلك الصنم وقيل وهبته له لأنه كان أول ولد لقصي على ما قيل لأن عبد مناف بن قصي أي ويسمى قصي زيدا وعن إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه أن اسمه يزيد ويدعى مجمعا أيضا وقيل له قصى لأنه قصى أي بعد عن عشيرته إلى أخواله بني كلب في ناديهم وقيل بعد إلى قضاعة مع أمه لأنها كانت منهم أقول لا منافاة لجواز أن تكون أم قصى من بني كلب وأبوها من قضاعة وأنها رحلت بعد موت عبد مناف إلى بني كلب ثم لما تزوجت من قضاعة رحلت إليها ولعل قضاعة كانت جهة الشام فلا يخالف ما قيل
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»