يقول سلوا أهل هذا الموسم هل فيكم أحد من أهل الحرم فقلت نعم أنا قال هل ظهر أحمد قلت ومن أحمد قال ابن عبد الله بن عبد المطلب هذا شهره الذي يخرج فيه أي الذي يبعث فيه وهو آخر الأنبياء مخرجه من الحرم ومهاجره إلى نخلة وحرة وسباخ فإياك أن تسبق إليه قال طلحة فوقع في قلبي ما قال الراهب فلما قدمت مكة حدثت أبا بكر بذلك فخرج أبو بكر حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فسر بذلك وأسلم طلحة فأخذ نوفل بن العدوية أبا بكر وطلحة رضي الله تعالى عنهما فشدهما في حبل واحد فلذلك سميا القرينين أقول يحتمل أن هذا الراهب هو بحيرا ويحتمل أن يكون نسطورا لأن كلا منهما كان ببصرى كما تقدم في سفره ويحتمل أن يكون غيرهما وهو أولى لما تقدم أن كلا من بحيرا ونسطورا لم يدرك البعثة والله أعلم أي ومنها ما حدث به سعيد بن العاص بن سعيد قال لما قتل أبي العاص يوم بدر كنت في حجر عمى أبان بن سعيد وكان يكثر السب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج تاجرا إلى الشام فمكث سنة ثم قدم فأول شيء سأل عنه أن قال ما فعل محمد قال له عمي عبد الله بن سعيد هو والله أعز ما كان وأعلاه فسكت ولم يسبه كما كان يسبه ثم صنع طعاما وأرسل إلى سراة بني أمية أي أشرافهم فقال لهم إني كنت بقرية فرأيت بها راهبا يقال له بكاء لم ينزل إلى الأرض منذ أربعين سنة أي من صومعته فنزل يوما فاجتمعوا ينظرون إليه فجئت فقلت إن لي حاجة فقال ممن الرجل فقلت إني من قريش وإن رجلا هناك خرج يزعم أن الله أرسله قال ما اسمه فقلت محمد قال منذ كم خرج فقلت عشرين سنة قال ألا أصفه لك قلت بلى فوصفه فما أخطأ في صفته شيئا ثم قال لي هو والله نبي هذه الأمة والله ليظهرن ثم دخل صومعته وقال لي اقرأ عليه السلام وكان ذلك في زمن الحديبية أي والحديبية سيأتي أنها كانت سنة ست فالعشرين تقريب أي ومنها ما حدث به حكيم بن حزام بالزاي رضي الله تعالى عنه قال دخلنا الشام لتجارة قبل أن أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأرسل إلينا ملك الروم فجئناه فقال من أي العرب أنتم من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فقال حكيم فقلت يجمعني وإياه الأب الخامس فقال هل أنتم صادقي فيما أسألكم عنه
(٣٠٢)