خبيبا كان رجلا بالمدينة من النساك طويل الصلاة قليل الكلام أي وعبد الله رضي الله تعالى عنه كان مشابها له في ذلك فكنى به هذا وفي كلام ابن الجوزي أنه كان لعبد الله بن الزبير ولد يقال له خبيب حيث قال خبيب بن عبد الله بن الزبير ضربه عمر بن عبد العزيز بأمر الوليد مائة سوط فمات لأنه لما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا بلغ بنو أبي العاص أربعين رجلا وفي رواية ثلاثين رجلا وفي رواية إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلا وفي رواية إذا بلغ بنوا أمية أربعين رجلا اتخذوا عباد الله تعالى خولا أي عبيدا ومال الله دولا ودين الله دغلا وفي رواية بدل دين الله كتاب الله قال ابن كثير وهذا الحديث أي ذكر بني أمية وذكر الأربعين منقطع ولما بلغ الوليد ما ذكر خبيب كتب لابن عمه عمر بن عبد العزيز وهو والي المدينة أن يضرب خبيبا هذا مائة سوط ففعل ثم برد ماء في جرة وصبه أي في يوم شات عليه وحبسه فلما اشتد وجعه أخرجه وندم على ما فعل فلما مات وسمع بموته سقط إلى الأرض واسترجع واستعفى من ولاية المدينة فكان عمر بن عبد العزيز إذا قيل له أبشر قال كيف أبشر وخبيب على الطريق أي عائق لي وفي دلائل النبوة للبيهقي عن بعضهم قال كنت عند معاوية بن أبي سفيان ومعه ابن عباس على السرير فدخل عليه مروان بن الحكم فكلمه في حاجته وقال اقص حاجتي يا أمير المؤمنين فوالله إن مؤنتي لعظيمة فإني أبو عسرة وعم عشرة وأخو عشرة فلما أدبر مروان قال معاوية لابن عباس رضي الله تعالى عنهما أشهدك بالله يا ابن عباس أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله بينهم دولا وعباد الله تعالى خولا وكتاب الله دغلا فإذا بلغوا تسعة وتسعين وأربعمائة كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة فقال ابن عباس اللهم نعم ثم ذكر مروان حاجة فرد مروان ولده عبد الملك إلى معاوية فكلمه فيها فلما أدبر عبد الملك قال معاوية أنشدك الله يا ابن عباس أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر هذا فقال أبو الجبابرة الأربعة فقال ابن عباس اللهم نعم فإن أربعة من ولده ولوا الخلافة فليتأمل هذا فإنه ربما يدل على أن عبد الملك صحابي إلا أن يقال ذكره قبل وجوده فهو من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم وفي كلام ابن كثير هذا الحديث في غرابة ونكارة شديدة
(٢٦٤)