السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٢٧٣
خروجه من البيت قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إني رأيت قرني الكبش في البيت فنسيت أن آمرك أن تخمرهما فخمرهما فإنه لا ينبغي أي يكون في البيت شيء يشغل مصليا وذكر الجلال المحلى في قطعة التفسير أن الكبش المذكور هو الذي قربه هابيل جاء به جبريل فذبحه السيد إبراهيم عليه الصلاة والسلام مكبرا أي وحينئذ تكون النار التي أنزلت في زمن هابيل لم تأكله بل رفعته إلى السماء وحينئذ يكون قول بعضهم فنزلت النار فأكلته على التسمح ويدل لما ذكر الجلال ما جاء أنه صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه الصلاة والسلام ما كان ذبح إبراهيم أي مذبوحه قال الذي قرب ابن آدم قال بعضهم وهذا الحديث لم يثبت قيل ووصف بأنه عظيم لأنه رعى في الجنة أربعين عاما وقيل كان الكبش إختراعا اخترعه الله هناك في ذلك الوقت قال بعضهم فقد فدى من الموت بصورة الموت وهذا كله بناء على أن الذي قربه هابيل كان كبشا وقيل كان جملا سمينا وعليه اقتصر القاضي فلينظر الجمع على تقدير صحة كل وانصدع الحجر من تلك النار من ثلاثة أماكن وعند محاصرة الجيش لعبد الله جاء الخبر بموت يزيد ويقال إن ابن الزبير علم بموت يزيد قبل أن يعلم الجيش وهم أهل الشام فنادى فيهم يا أهل الشام قد أهلك الله طاغيتكم يعنى يزيد فمن أحب منكم أن يدخل فيما دخل فيه الناس فعل ومن أحب أن يرجع إلى شأنه فليفعل فانفل الجيش وبايع عبد الله بن الزبير جماعة بالخلافة ودخلوا في طاعته ظاهرا ويقال إن أمير الجيش طلب من ابن الزبير أن يحدثه فخرج من الصفين حتى اختلفت رؤوس فرسيهما وجعل فرس أمير الجيش ينفر ويكفها فقال له ابن الزبير مالك فقال إن حمام الحرم تحت رجليها فأكره أن أطأ حمام الحرم فقال تفعل هذا وأنت تقتل المسلمين فقال له تأذن لنا أن نطوف بالكعبة ثم نرجع إلى بلادنا فأذن لهم فطافوا وقال له إن كان هذا الرجل قد هلك فأنت أحق الناس بهذا الأمر يعني الخلافة فارحل معي إلى الشام فوالله لا يختلف عليك اثنان فلم يثق به ابن الزبير وأغلظ عليه القول فكر راجعا وهو يقول أعده بالملك وهو يعدني بالقتل ومن ثم قيل كان في ابن الزبير خلال لا تصلح معها الخلافة منها سوء الخلق وكثرة الخلاف ودخل في طاعة ابن الزبر جميع أهل البلدان إلا الشام ومصر فإن مروان بن الحكم تغلب عليها بعد موت
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»