عليه فقال لهم ما تقولون في طوافكم قالوا كنا نقول قبل أبيك آدم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فأعلمناه بذلك فقال زيدوا ولا حول ولا قوة إلا بالله فقال إبراهيم عليه الصلاة والسلام زيدوا فيها العلي العظيم فقالت الملائكة ذلك وكان بناء إبراهيم للبيت بعد مضى من عمره مائة سنة ثم بناه العماليق ثم بنته جرهم وقيل عكسه وقد يتوقف في بناء العماليق له أما في الأول فلأن أول من نزل مكة مع هاجر وولدها إسماعيل جرهم وإنهم بعد إسماعيل وبعض ولده كانوا ولاة البيت وأما في الثاني فلأن ولاية البيت كانت لخزاعة بعد جرهم كما تقدم وكيف يبنون البيت ولا ولاية لهم عليه إلا أن يقال لا مانع أن يكونوا حينئذ أهل ثروة بخلاف جرهم وخزاعة ثم رأيت عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن العماليق كانوا عز وكانت لهم أموال كثيرة وأن الله سلبهم ذلك لما تطاهروا بالمعاصي وسلط عليهم الذر حتى ة خرجوا من الحرم وتفرقوا وهلكوا والذر في النمل كالزنبور في النحل وفي تاريخ مكة للفاكهي أن العماليق قدموا مكة لما قدم وفد عاد للإستسقاء بالبيت وقيل كانوا بعرفة ولما أخرج الله تعالى زمزم لإسماعيل بواسطة جبريل ففي ربيع الأبرار أن جبريل أخرج ماء زمزم مرتين مرة لآدم ومرة لإسمعيل وعند ذلك تحولوا إلى مكة قال المقريزي لما علموا بذلك وقيل كانوا بعد جرهم ولا يصح ذلك ثم رأيت المقريزي قال وفي كتاب أخبار مكة للفاكهي ما يدل على تقدم بناء جرهم على بناء العمالقة ولا يصح ذلك لإتفاقهم على أن ولاية العمالقة على مكة كانت قبل ولاية جرهم وعلى أنه لم يل مكة بعد جرهم إلا خزاعة ولا يخفى أن هذا صريح في أن العمالقة بنته ولا بد وأن بناءهم له كان قبل بناء جرهم له والعماليق من ولد عملاق أو عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه الصلاة والسلام قيل وهو أول من كتب بالعربية وقيل من ولد العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام ثم بناه قصي جده صلى الله عليه وسلم وسقفه بخشب الروم وجريد النخل ثم بنته قريش كما تقدم ثم بناه بعد قريش عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما أي ويكنى أبا خبيب بضم الخاء المعجمة وفتح الباء الموحدة وكنى بأبى خبيب لأن
(٢٦٣)