قد كنت نهيتنا عن التطير فقال له صلى الله عليه وسلم ماتطيرت ولكن آثرت الاسم الحسن وللجلال السيوطي كتاب فيمن غير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه ولم أقف عليه ورأيت في كلام بعضهم أن حزن بن أبي وهب أسلم يوم الفتح وهو جد سعيد بن المسيب أراد النبي صلى الله عليه وسلم تغيير اسمه وتسميته سهلا فامتنع وقال لاأغير اسما سمانيه أبواي قال سعيد فلم تزل الحزونة فينا والله أعلم أي وفي حديث أنه صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد ما جاءته النبوة قال الإمام أحمد هذا منكر أي حديث منكر والحديث المنكر من أقسام الضعيف لا أنه باطل كما قد يتوهم والحافظ السيوطي لم يتعرض لذلك وجعله أصلا لعمل المولد قال لأن العقيقة لا تعاد مرة ثانية فيحمل ذلك على أن هذا الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهارا للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين وتشريعا لأمته كما كان يصلى على نفسه لذلك قال فيستحب لنا إظهار الشكر بمولده صلى الله عليه وسلم هذا كلامه ويروى أن عبد المطلب إنما سماه محمدا لرؤيا رآها أي في منامه رأى كأن سلسلة خرجت من ظهره لها طرف في السماء وطرف في الأرض وطرف في المشرق وطرف في المغرب ثم عادت كأنها شجرة على كل ورقة منها نور وإذا أهل المشرق وأهل المغرب يتعلقون بها فقصها فعبرت له بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب ويحمده أهل السماء والأرض فلذلك سماه محمدا أي مع ما حدثته به أمه بما رأته على ما تقدم وعن أبي نعيم عن عبد المطلب قال بينما أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني ففزعت منها فزعا شديدا فأتيت كاهنة قريش فلما نظرت إلى عرفت في وجهي التغير فقالت ما بال سيدهم قد أتى متغير اللون هل رابه من حدثان الدهر شيء فقلت لها بلى فقلت لها إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كأن شجرة نبتت قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها المشرق والمغرب وما رأيت نورا أزهر منها ورأيت العرب والعجم ساجدين لها وهي تزداد كل ساعة عظما ونورا وارتفاعا ورأيت رهطا من قريش قد تعلقوا بأغصانها ورأيت قوما من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخرهم شاب
(١٣٠)