وقيل أتى عبد المطلب إلى وهب بن عبد مناف فزوجه ابنته آمنة وقدم هذا في الإستيعاب فزوجها لعبد الله وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا فدخل بها عبد الله حين أملك عليها مكانه فوقع عليها فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم وانتقل ذلك النور إليها قيل وقع عليها يوم الاثنين في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى أقول فيه أنه سيأتي في فتح مكة أنه نزل بالحجون بفتح الحاء المهملة عند شعب أبي طالب بالمكان الذي حصرت فيه بنو هاشم وبنو المطلب ويمكن أن يقال ذلك الشعب الذي كان في الحجون كان محلا لسكن أبي طالب في غير أيام مني وهذا الشعب الذي عند الجمرة الوسطى كان ينزل فيه أبو طالب أيام منى فلا مخالفة والله أعلم ثم أقام عندها ثلاثة أيام وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته أي عند أهلها أي فهي وأهلها كانوا بشعب أبي طالب ثم خرج من عندها فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت فقال لها مالك لا تعرضين على اليوم ما عرضت بالأمس فقالت له فارقك النور الذي كان معك بالأمس فليس لي اليوم بك حاجة قال وفي رواية أنه لما مر عليها بعد أن وقع على آمنة قال لها مالك لا تعرضين على ما عرضت بالأمس قالت من أنت قال أنا فلان قالت له ما أنت هو لقد رأيت بين عينيك نورا ما أراه الآن ما صنعت بعدي فأخبرها فقالت والله ما أنا بصاحبة ريبة ولكن رأيت في وجهك نورا فأردت أن يكون في وأبي الله إلا أن يجعله حيث أراد إذهب فأخبرها أنها حملت بخير أهل الأرض أقول وفي رواية أن المرأة التي عرضت نفسها عليه هي ليلة العدوية وأن عبد الله كان في بناء له وعليه الطين والغبار وأنه قال حتى أغسل ما على وأرجع إليك وأنه رجع إليها بعد أن وقع على آمنة وانتقل منه النور إليها وقال لها هل لك فيما قلت قالت لا قال ولم قالت لقد دخلت بنور وما خرجت به أي وفي سيرة ابن هشام مررت بي وبين عينيك غرة فدعوتك فأبيت ودخلت على آمنة فذهبت بها ولئن كنت أي وحيث كنت ألممت بآمنة لتلدن ملكا
(٦٤)