وعلى أن الذبيح إسماعيل فمحل الذبح بمنى وعلى أنه إسحق فمحله معروف بالأرض المقدسة على ميلين من بيت المقدس وفي كلام ابن القيم تأييد كون الذبيح إسماعيل لا إسحاق ولو كان الذبيح بالشام كما يزعم أهل الكتاب لكانت القرابين والنحر بالشام لا بمكة واستشكل كون أولاد عبد المطلب عند إرادة ذبح عبد الله كانوا عشرة بأن حمزة ثم العباس إنما ولدا بعد ذلك وإنما كانوا عشرة بهما وحينئذ يشكل قول بعضهم فلما تكامل بنوه عشرة وهو الحرث والزبير وحجل وضرار والمقوم وأبو لهب والعباس وحمزة وأبو طالب وعبد الله هذا كلامه وأجيب عن الأول بأنه يجوز أن يكون له حينئذ أي عند إرادة الذبح ولدا ولد أي فقد ذكر أن لولده الحرث ولدين أبو سفيان ونوفل وولد الولد يقال له ولد حقيقة هذا وذكر بعضهم أن أعمامه صلى الله عليه وسلم كانوا إثنى عشر بل قيل ثلاثة عشر وأن عبد الله ثالث عشرهم وعليه فلا إشكال ولا يشكل كون حمزة أصغر من عبد الله والعباس أصغر من حمزة وكلاهما أصغر من عبد الله على ما تقدم من أن عبد الله كان أصغر بني أبيه وقت الذبح لأنه يجوز أن يكون المراد أنه كان أصغرهم حين أراد ذبحه أي لا بقيد كونهم عشرة أو بذلك القيد ولا ينافيه كونه ثالث عشرهم لأن المراد به واحد من الثلاثة عشر وكان عبد الله كما تقدم أحسن فتى يرى في قريش وأجملهم وكان نور النبي صلى الله عليه وسلم يرى في وجهه كالكوكب الدري أي المضئ المنسوب إلى الدر حتى شغفت به نساء قريش ولقى منهن غناء ولينظر ما هذا العناء الذي لقيه منهن قيل إنه لما تزوج آمنة لم تبق امرأة من قريش من بني مخزوم وعبد شمس وعبد مناف إلا مرضت أي أسفا على عدم تزوجها به فخرج مع أبيه ليزوجه آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بضم الزاي وإسكان الهاء وأما الزهرة التي هي النجم فبضم الزاي وفتح الهاء والزهرة في الأصل هي البياض أي وأم وهب اسمها قيلة بنت أبي كبشة أي وكان عمر عبد الله حينئذ نحو ثمان عشرة سنة فمر على امرأة من بني أسد ابن عبد العزى أي يقال لها قتيلة وقيل رقية وهي أخت ورقة بن نوفل وهي عند
(٦٢)