السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٥١
وبنوا العباس فصيلته صلى الله عليه وسلم وقيل بعد الفصيلة العشيرة وليس بعد العشيرة شيء وقيل بعدها الفصيلة قال ثم الرهط وزاد بعضهم الذرية والعترة والأسرة ولم يرتب بينها وقد ذكرها محمد بن سعد إثنى عشر فقال الجذم ثم الجمهور ثم الشعب ثم القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ ثم العشيرة ثم الفصيلة ثم الرهط ثم الأسرة ثم الذرية وسكت عن العترة وفي كلام بعضهم الأسباط بطون بني إسرائيل والشعب في لسان العرب الشجرة الملتفة الكثيرة الأغصان والأوراق والقبائل بطون العرب والشعوب بطون العجم فيتأمل باب تزويج عبد الله أبي النبي صلى الله عليه وسلم آمنة أمه صلى الله عليه وسلم وحفر زمزم وما يتعلق بذلك قيل خرج عبد المطلب ومعه ولده عبد الله وكان أحسن رجل في قريش خلقا وخلقا وكان نور النبي صلى الله عليه وسلم بينا في وجهه وفي رواية أنه كان أحسن رجل رئاء بكسر الراء وبضمها ثم همزة مفتوحة منظرا في قريش وفي رواية أنه كان أكمل بني أبيه وأحسنهم وأعفهم وأحبهم إلى قريش وقد هدى الله تعالى والده فسماه بأحب الأسماء إلى الله تعالى ففي الحديث أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن وهو الذبيح وذلك لأن أباه عبد المطلب حين أمر في النوم بحفر زمزم بئر إسماعيل عليه السلام أي لأن الله تعالى أخرج زمزم لإسمعيل بواسطة جبريل كما يأتي إن شاء الله تعالى في بناء الكعبة أخرج زمزم مرتين مرة لآدم ومرة لإسمعيل عليهما الصلاة والسلام وكانت جرهم قد دفنتها أي فإن جرهما لما أستخفت بأمر البيت الحرام وارتكبوا الأمور العظام قام فيهم رئيسهم مضاض بكسر الميم وحكى ضمها ابن عمرو خطيبا ووعظهم فلم يرعووا فلما رأى ذلك منهم عمد إلى غزالتين من ذهب كانتا في الكعبة وما وجد فيها من الأموال أي السيوف والدروع على ما سيأتي التي كانت تهدى إلى الكعبة ودفنها في بئر زمزم
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»