السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٥٩
خضراء مكتوب عليها بالأصفر لا إله إلا الله محمد رسول الله ومن ذلك ما حكاه بعضهم أنه كان بطبرستان قوم يقولون لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا يقرون لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وحصل منهم افتتان ففي يوم شديد الحر ظهرت سحابة شديدة البياض فلم تزل تنشأ حتى أخذت ما بين الخافقين وأحالت بين السماء والبلد فلما كان وقت الزوال ظهر في السحابة بخط واضح لا إله إلا الله محمد وسول الله فلم تزل كذلك إلى وقت العصر فتاب كل من كان افتتن وأسلم أكثر من كان بالبلد من اليهود والنصارى ومن ذلك ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال بلغني في قول الله تعالى * (وكان تحته كنز لهما) * قال كان ولوحا من ذهب وقيل لوح من رخام مكتوب فيه عجبا لمن أيقن بالموت أي بأنه يموت كيف يفرح عجبا لمن أيقن بالحساب اي أنه يحاسب كيف يغفل عجبا لمن أيقن بالقضاء أي أن الأمور بالقضاء والقدر كيف يحزن عجبا لمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها لا إله إلا الله محمد رسول الله وروى البيهقي وغيره عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أن الكنز الذي ذكره الله تعالى في كتابة لوح من ذهب فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالقدر ثم ينصب أي يتعب عجبت لمن ذكر النار ثم يضحك عجبت لمن ذكر الموت ثم غفل لا إله إلا الله محمد رسول الله وفي لفظ لا إله إلا أنا محمد عبدي ورسولي وفي تفسير القاضي البيضاوي عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن وعجبت لمن يؤمن بالرزق أي أن الله رازقه كيف ينصب أي يتعب وعجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح وعجبت لمن يؤمن بالحساب كيف يغفل وعجبت لمن يعرف الدنيا وتقلبها كيف يطمئن إليها لا إله إلا الله محمد رسول الله أقول قد يقال يجوز أن يكون ما ذكر أولا في أحد وجهي ذلك اللوح وما ذكر ثانيا في الوجة الثاني أو أن بعض الرواة زاد وبعضهم نقص وبعضهم روى بالمعنى وحفظ ذلك الكنز لأجل صلاح أبيهما وكان تاسع أب لهما وقد قال محمد بن المنكدر إن الله يحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده وبقعته التي هو فيها والدويرات حوله فلا يزالون في حفظ الله وستره ويذكر أن بعض العلوية هم هارون الرشيد بقتله فلما دخل عليه أكرمه وخلى سبيله
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»