عمرو بن أمية ولرجل آخر يقال له عبدياليل لجواز أن يكون ما ذكر هنا صدر من بعضهم لبعض ثم اجتمعوا على عمرو وعبد ياليل والله أعلم وظاهر القرآن والأخبار أن الذي يرمى به الشياطين المسترقون نفس النجم وإنه المعبر عنه بالكوكب وبالمصباح والشهاب وقيل الشهاب عبارة عن شعلة نار تنفصل من النجم أي كما قدمنا فأطلق عليها لفظ النجم ولفظ المصباح ولفظ الكوكب ويكون معنى * (وجعلناها رجوما) * جعلنا منها رجوما وهي تلك الشهب ومعنى كونها حفظا باعتبار ما ينشأ عنها من تلك الشهب وقالت الفلاسفة إن الشهب إنما هي أجزاء نارية تحصل في الجو عند ارتفاع الأبخرة المتصاعدة واتصالها بالنار التي دون الفلك وقيل السحاب إذا اصطكت أجرامه تخرج نار لطيفة حديدة لا تمر بشيء إلا أتت عليه إلا أنها مع حدتها سريعة الخمود فقد حكى أنها سقطت على نخلة فأحرقت نحو النصف ثم طفئت قاله في الكشاف ومما يؤيد أن الشعل منفصلة من النجوم ما جاء عن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه أن النجوم كلها كالقناديل معلقة في السماء الدنيا كتعليق القناديل بالمساجد مخلوقة من نور إنها معلقة بأيدي ملائكة ويعضد هذا القول قوله تعالى * (إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت) * أن انتثارها يكون بموت من كان يحملها من الملائكة وقيل إن هذا ثقب في السماء وقد وقع في سنة تسع وتسعين من القرن السادس أن النجوم ماجت وتطايرت تطاير الجراد ودام ذلك إلى الفجر وأفزع الخلق فلجئوا إلى الله تعالى بالدعاء قال بعضهم ولم يعهد ذلك إلا عند ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول قد وقع نظير ذلك في سنة إحدى وأربعين من القرن الثالث ماجت النجوم في السماء وتناثرت الكواكب كالجراد أكثر الليل كان أمرا مزعجا لم ير مثله ووقع في سنة ثلاثمائة تناثر النجوم تناثرا عجيبا إلى ناحية المشرق والله أعلم وأما ما جاء من ذكره صلى الله عليه وسلم أي ذكر اسمه وصفته أمته في الكتب القديمة أي كالتوراة المنزلة على موسى عليه الصلاة والسلام لست ليال خلون من رمضان اتفاقا والإنجيل المنزل على عيسى عليه الصلاة والسلام لثنتى عشرة خلت من رمضان وقيل لثلاث عشرة وقيل لثمان عشرة والزبور المنزل على داود عليه الصلاة والسلام لثنتي عشرة وقيل لثلاث عشرة وقيل لثمان عشرة وقيل في ست خلت من رمضان
(٣٤٤)