وصحف شعياء ويقال له أشعياء أو مزامير داود وصحف شيث فقد أنزلت عليه خمسون صحيفة وقيل ستون وصحف إبراهيم فقد أنزل عليه عشرون صحيفة وقيل ثلاثون أول ليلة من رمضان اتفاقا وفي كتاب شعيب ولم يذكر صحف إدريس وقد أنزلت عليه ثلاثون صحيفة وذكر بعضهم أن موسى عليه الصلاة والسلام أنزل عليه قبل التوراة عشرون صحيفة وقيل عشر صحائف وهذا كما لا يخفى يزيد على ما اشتهر أن الكتب المنزلة مائة وأربعة كتب وفي كلام بعضهم أتفقوا على أن القرآن أنزل لأربع وعشرين ليلة خلت من رمضان وعن أبي قلابة أنزلت الكتب كاملة ليلة أربع وعشرين من رمضان وحينئذ يكون من حكى الاتفاق في التوراة وصحف إبراهيم لم يطلع على هذا أو لم يعتد به فقد أشار إلى ذكره صلى الله عليه وسلم في جميع الكتب المنزلة الإمام السبكي رحمه الله تعالى في تائيته بقوله * وفي كل كتب الله نعتك قد أتى * يقص علينا ملة بعد ملة * وهذا كما لا يخفى أبلغ من قول بعضهم * ومن قبل مبعثه جاءت مبشرة * به زبور وتوراة وإنجيل * وقد اعترض على هذا القائل بعض الأغبياء بأن التوراة والإنجيل قد صحت بشارتهما به صلى الله عليه وسلم وأما الزبور فلا ندري ولا نقول إلا ما نعلم ويرده ما ذكره الإمام السبكي وسنده قوله تعالى * (وإنه لفي زبر الأولين) * أي كتبهم فقد قال بعض المفسرين إن الضمير عائد إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأن الإضافة حيث لا عهد تحمل على العموم وسيأتي أيضا التصريح بوجود اسمه في الزبور وقد جاء إن اسمه في التوراة أحمد يحمده أهل السماء والأرض كما تقدم وقد قيل في سبب نزول قوله تعالى * (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) * أن عبد الله بن سلام رضي الله تعالى عنه دعا ابني أخيه سلمة ومهاجرا إلى الإسلام فقال لهما قد علمتما أن الله تعالى قال في التوراة إني باعث من ولد إسماعيل نبيا اسمه أحمد من آمن به فقد اهتدى ورشد ومن لم يؤمن به فهو ملعون فأسلم سلمة وأبي مهاجر فأنزل الله الآية وفيها أيضا محمد واسمه فيها أيضا حمياطا وقيل أي يحمى الحرم من الحرام واسمه في التوراة أيضا قدمايا أي الأول السابق واسمه فيها أيضا ينديند واسمه أيضا أحيد وقيل أحيد أي يمنع نار جهنم عن أمته واسمه فيها أيضا طاب طاب أي طيب واسمه فيها أيضا كما
(٣٤٥)