السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٠٦
فأقمت عند خير رجل على هدى أصحابه وأمرهم فاكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة ثم نزل به أمر الله تعالى فلما احتضر قلت له يا فلان إني كنت مع فلان فأوصى بي إلى فلان ثم أوصى بي فلان إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصى بي وبم تأمرني قال أي بني والله ما أعلم أصبح ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه ولكنه قد أظل أي أقبل قرب زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجره إلى أرض بين حرتين بينهما نخل به علامات يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل ثم مات وغيب أقول وهذا السياق يدل على أن الذين اجتمع بهم من النصارى على دين عيسى أربعة وفي كلام السهيلي أنهم ثلاثون وفي النور أنهم بضعة عشر وأن هذا أظهر والله أعلم قال سلمان ثم مر بي نفر من كلب تجار فقلت لهم احملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنمي هذه فقالوا نعم فأعطيتهموها أي أعطيتهم إياها وحملوني معهم حتى إذا بلغوا بي وادي القرى وهو محل من أعمال المدينة المنورة ظلموني فباعوني من رجل يهودي فمكثت عنده فرأيت النخل فرجوت أن تكون البلدة التي وصف لي صاحبي ولم يحق عندي أي لم أتحقق ذلك فبينا أنا عنده إذ قدم عليه ابن عم له من بني قريظة من المدينة فابتاعني منه فحملني إلى المدينة فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها أي تحققتها بصفة صاحبي فأقمت بها وبعث رسول الله صلى اله عليه وسلم وأقام بمكة ما أقام لا اسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي رأس عذق أي نخل لسيدي أعمل له فيه بعض العمل وسيدي جالس تحتي إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال يا فلان قاتل الله بني قيلة أي وهما الأوس والخزرج لأن قيلة أمهما فقد جاء إن الله أمدني بأشد العرب ألسنا وأدرعا بابنى قيلة الأوس والخزرج والله إنهم الآن لمجتمعون بقبا بالمد والقصر وربما قيل قباة بتاء التأنيث والقصر على رجل قدم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي فلما سمعتها أخذتني العرواء وهي الحمى النافض أي الرعدة والبرحاء الحمى الصالب حتى ظننت أني ساقط على سيدي فنزلت عن
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»