السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٠٩
إن كنت تعرف الفارسية فما حاجتك إلي فقال صلى الله عليه وسلم ما كنت أعلمها من قبل والآن عملني جبريل أو كما قال فقال اليهودي يا محمد قد كنت قبل هذا أتهمك والآن تحقق عندي أنك رسول الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل علم سلمان العربية فقال قل له ليغمض عينيه ويفتح فاه ففعل سلمان فتفل جبريل في فيه فشرع سلمان يتكلم بالعربي الفصيح وهذا السياق يدل على أن ذلك كان عند مجيئه في المرة الثالثة وحينئذ يشكل مجيئه أولا وثانيا وقوله ما تقدم بالعربية إلا أن يقال ذاك لقلته سهل عليه أن يعبر عنه بالعربية يخلاف حكاية حاله لكثرته لم يحسن أن يعبر عنه بالعربية قال وقد اختلفت الروايات عن سلمان في الشيء الذي جاء به للنبي صلى الله عليه وسلم أولا وثانيا فالرواية الأولى المتقدمة ظاهرها يقتضى أنه تمر أي وفيه من أين أن ظاهرها ذلك بل هي محتملة وقد جاء التصريح بكونه تمرا في الأولى والثانية ففي بعض الروايات فسألت سيدي أن يهب لي يوما ففعل فعملت في ذلك اليوم على صاع أو صاعين من تمر وجئت به النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأيته لا يأكل الصدقة سألت سيدي أن يهب لي يوما آخر فعملت فيه على ذلك أي على صاع أو صاعين من تمر ثم جئت به النبي صلى الله عليه وسلم فقبله وأكل منه أي والذي في كلام السهيلي قال سلمان كنت عبدا لامرأة فسألت سيدتي أن تهب لي يوما الحديث وقد يقال لا مخالفة لأنه يجوز أن يكون عني بسيدته زوجة سيده لأنه يقال لها سيدة في المتعارف بين الناس أو أن المرأة هي التي اشترته ويؤيده ما يأتي وزوج تلك المرأة يقال له في المتعارف بين الناس سيد قال وقيل إن الذي جاء به أولا وثانيا رطب وفي رواية احتطبت حطبا فبعته واشتريت بذلك طعاما والطعام خبز ولحم وفي رواية جئت بمائدة عليها بط وفي رواية عليها رطب وجمع بأنه أولا قدم الخبز واللحم الذي هو البط والتمر ثم قدم الرطب فلم يتحد المقدم وفي مسند الإمام أحمد أن المرات ثلاث وأن المقدم فيها متحد
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»