النخلة فجعلت أقول لابن عمه ذلك ما تقول فغضب سيدي ولكمني لكمة شديدة ثم قال مالك ولهذا أقبل على عملك فقلت لا شيء إنما أردت أن أثبته فيما قال وقد كان عندي شيء جمعته أي وهو محتمل لأن يكون تمرا ولأن يكون رطبا فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء فدخلت عليه فقلت له إني قد بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة وهذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم فقر بته إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه كلوا وأمسك يده فلم يأكل فقلت في نفسي هذه واحدة أي ومن ثم لما أخذ الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما وهو طفل تمرة من تمر الصدقة ووضعها في فمه قال له النبي صلى الله عليه وسلم كخ كخ أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة رواه مسلم وروى أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي ثم أرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها ووجد صلى الله عليه وسلم تمرة فقال لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها وقال إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس وفي رواية إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد والراجح من مذهبنا حرمة الصدقتين عليه صلى الله عليه وسلم وحرمة صدقة الفرض دون النفل على آله وقال الثوري لا تحل الصدقة لآل محمد لا فرضها ولا نفلها ولا لمواليهم لأن مولى القوم منهم بذلك جاء الحديث قال سلمان ثم انصرفت عنه فجمعت شيئا هو أيضا يحتمل أن يكون تمرا ولأن يكون رطبا وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم جئته فقلت إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذا هدية أكرمتك بها فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه فأكلوا معه فقلت في نفسي هاتان ثنتان أي ومن ثم روى مسلم كان إذا أتى بطعام سأل عنه فإن قيل هدية أكل منها وإن قيل صدقة لم يأكل منها قال سلمان ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد وقد تبع
(٣٠٧)