سكت سلم والببغا تقول ويل لمن الدنيا همه والنسر يقول يا ابن آدم عش ما شئت آخرك الموت والعقاب يقول في البعد عن الناس أنس وعن سيدنا سيلمان صلوات الله وسلامه عليه ليس من الطيور أنصح لبني آدم وأشفق عليهم من البومة تقول إذا وقفت عند خربة أي الذين كانوا يتنعمون بالدنيا ويسعون فيها ويل لبني آدم كيف ينامون وأمامهم الشدائد تزودوا يا غافلون وتهيئوا لسفركم وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأينا طيرا أعمى يضرب بمنقاره على شجرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتدري ما يقول فقلت الله ورسوله أعلم فقال إنه يقول اللهم أنت العدل وقد حجبت عني بصري وقد جعت فأقبلت جرادة فدخلت في فمه ثم ضرب بمنقاره الشجرة فقال عليه الصلاة والسلام أتدري ما يقول قلت لا قال إنه يقول من توكل على الله كفاه ويقال لما قال سليمان للهدهد لأعذبنك عذابا شديدا قال له الهدهد اذكر يا نبي الله وقوفك بين يدي الله فلما سمع سليمان صلوات الله وسلامه عليه ذلك ارتعد فرقا وعفا عنه أي فإن الهدهد كان دليلا له على الماء فإن الهدهد يرى الماء تحت الأرض كما يرى الماء في الزجاجة فلما فقد سليمان الماء تفقد الهدهد فلم يجده فأرسل خلفه العقاب فرآه الهدهد مقبلا من جهة اليمن فلما رآه الهدهد منقضا عليه قال له بحق من أقدرك على إلا ما رحمتني قيل لابن عباس يا سبحان الله الهدهد يرى الماء تحت الأرض ولا يرى الفخ فقال إذا وقع القضاء عمى البصر قيل عنى سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام بالعذاب الشديد الذي يعذب به الهدهد التفرقة بينه وبين إلفه وقيل إلزامه خدمة أقرانه وقيل صحبة الأضداد وقد قيل أضيق السجون عشرة الأضداد وقيل الزوجة العجوز قال تعالى حكاية عنه علمنا منطق الطير قال بضعهم عبر عن أصواتها بالمنطق لما يتخيل منها من المعاني التي تدرك من النطق فسليمان صلوات الله وسلامه عليه مهما سمع من صوت طائر علم بقوته القدسية الغرض الذي أراده ذلك الطائر وهذا في طائر لم يفصح بالعبارة وإلا فقد يسمع من بعض الطيور الإفصاح بالعبارة فنوع من الغربان يفصح بقوله الله حق
(٢٥٣)