قيل ونزل معه من ورق الجنة فبثه هناك فمنه كان أصل الطيب بالهند وعن عطاء بن أبي رباح إن آدم هبط بأرض الهند ومعه أربعة أعواد من الجنة فهي هذه التي يتطيب الناس بها وجاء أنه نزل بنخلة العجوة ثم لما أمر آدم بالخروج لتلك الخيمة خرج إليها ومد له في خطوة قيل كانت خطوته مسيرة ثلاثة أيام فقد قيل لمجاهد هل كان آدم يركب قال وأي شيء كان يحمله فوالله إن خطوته لمسيرة ثلاثة أيام وفيه أن هذا يقتضى أن آدم لم يكن يركب البراق فقول بعضهم إن الأنبياء كانت تركبه مراده مجموعهم لا جميعهم وقيض الله تعالى له ما كان في الأرض من مخاض أو بحر فلم يكن يضع قدمه في شيء من الأرض إلا صار عمرانا وصار بين كل خطوة مفازة حتى انتهى إلى مكة فإذا خيمة في موضع الكعبة أي الموضع الذي به الكعبة الآن وتلك الخيمة ياقوتة حمراء من يواقيت الجنة مجوفة أي ولها أربعة أركان بيض وفيها ثلاثة قناديل من ذهب فيها نور يلتهب من نور الجنة طولها ما بين السماء والأرض كذا في بعض الروايات ولعل وصف الخيمة بما ذكر لا ينافي ما تقدم أنه يجوز أن تكون تلك الخيمة هي البيت المعمور ووصف بأنه ياقوتة حمراء لأن سقفة كان ياقوتة حمراء لأن التعدد بعيد فليتأمل ونزل مع تلك الخيمة الركن وهو الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من أرض الجنة وكان كرسيا لآدم يجلس عليه أي ولعل المراد يجلس عليه في الجنة أقول وهذا السياق يدل على أن آدم أهبط من الجنة إلى أرض الهند ابتداء وذكر في مثير الغرام عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن الله تعالى أهبط آدم إلى موضع الكعبة وهو مثل الفلك من شدة رعدته ثم قال يا آدم تخط فتخطى فإذا هو بأرض الهند فمكث هنالك ما شاء الله ثم استوحش إلى البيت فقيل له حج يا آدم فأقبل يتخطى فصار موضع كل قدم قرية وما بين ذلك مفازة حتى قدم مكة الحديث والسياق المذكور أيضا يدل على أن الخيمة والحجر الأسود نزلا بعد خروج آدم من الجنة ويدل لكون الحجر الأسود نزل عليه ما في مثير الغرام وأنزل عليه الحجر الأسود وهو يتلألأ كأنه لؤلؤة بيضاء فأخذه آدم فضمه إليه إستئناسا به هذا كلامه
(٢٤٤)