السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٢٤٧
وعند ذلك قال آدم للملائكة فما كنتم تقولون حوله قالوا كنا نقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال آدم زيدوا فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله فكان آدم إذا طاف يقولها وكان طوافه سبعة أسابيع بالليل وخمسة أسابيع بالنهار أي ولما فرغ من الطواف صلى ركعتين تجاه باب الكعبة ثم أتى الملتزم أي محله فقال اللهم إنك تعلم سريرتي وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم ما في نفسي وما عندي فأغفر لي ذنبي وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي الحديث أقول قول الملائكة قد طفنا بهذا البيت لا يحسن أن يعنوا به تلك الخيمة المذكورة المعنية بقوله تعالى لآدم قد أهبطت بيتا إلى آخر ما تقدم أو كونها أهبطت مع آدم بل المراد ذلك البيت الذي هو الخيمة قبل أن تنزل ويجوز أن يكون المراد تلك الخيمة أو نفس تلك الخيمة بناء على أنها البيت المعمور وأن الملائكة طافوا بها قبل نزولها إلى الأرض كما تقدم قال وعن وهب بن منبه قرأت في كتاب من كتب الأول ليس من ملك بعثه الله إلى الأرض إلا أمره بزيارة البيت فينقض من تحت العرش محرما ملبيا حتى يستلم الحجر ثم يطوف سبعا بالبيت ويصلى في جوفه ركعتين ثم يصعد أقول يجوز أن يكون المراد بإحرامه بنية الطواف بالبيت لا إحرامه بالعمرة بدليل قوله ثم يطوف سبعا بالبيت إلى آخره ويجوز أن يكون المراد بالبيت في كلام وهب محل تلك الخيمة ما يعم من وجد من الملائكة وبمن بعث بعد ذلك ولا يخفى أن الأول يبعده قوله حتى يستلم الحجر وعلى الثاني يكون فيه دلالة على أن الحجر الأسود كان في تلك الخيمة يبتدأ الطواف بها منه وجاء عن عطاء وسعيد بن المسيب وغيرهما إن الله عز وجل أوحى إلى آدم أن اهبط إلى الأرض ابن لي بيتا ثم أحفف به كما رأيت الملائكة تحف بيتي الذي في السماء وفي رواية وطف به واذكرني عنده كما رأيت الملائكة تصنع حول عرشي أي على ما تقدم وهذا السياق بظاهره يوافق ما تقدم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن هبوط آدم كان من الجنة إلى موضع الكعبة ابتداء والله أعلم قال وجاء أن جبريل عليه الصلاة والسلام بعثه الله تعالى إلى آدم وحواء فقال لهما ابنيا أي قال لهما إن الله تعالى يقول لكما ابنيا لي بيتا فخط لهما جبريل فجعل آدم يحفر وحواء تنقل التراب حتى
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»