اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ٨
مصائب بددت شمل النبي ففي * قلب الهدى أسهم يطفن بالتلف وناعيات إذا ما مل من وله * سرت عليه بنار الحزن والأسف فيا ليت فاطمة وأبيها عينا تنظر إلى بناتها، وبنيها ما بين مسلوب وجريح ومسحوب وذبيح، وبنات النبوة مشققات الجيوب، ومفجوعات بفقد المحبوب، وناشرات للشعور، وبارزات من الخدور، ولاطمات للخدود، وعادمات للجدود، ومبديات للنياحة والعويل، وفاقدات للمحامي والكفيل، فيا أهل البصائر من الأنام، ويا ذوي النواظر والأفهام، حدثوا أنفسكم بمصارع هاتيك العترة، ونوحوا بالله لتلك الوحدة والكثرة، وساعدوهم بموالاة الوجد والعبرة، وتأسفوا على فوات تلك النصرة، فإن نفوس أولئك الأقوام، ودائع سلطان الأنام، وثمرة فؤاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وقرة عين البتول، ومن كان يرشف بفمه الشريف ثنايا هم ويفضل على أمه أمهم وأباهم.
إن كنت في شك فسل عن حالهم * سنن الرسول ومحكم التنزيل فهناك أعدل شاهد لذوي الحجى * وبيان فضلهم على التفصيل ووصية سبقت لأحمد فيهم * جاءت إليه على يدي جبريل فيكف طاب للنفوس مع تدانى الأزمان، مقابلة احسان أبيهم بالكفران وتكدير عيشه بتعذيب ثمرة فؤاده،
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست