اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ٥٥
قال الراوي: جلس الحسين عليه السلام فرقد ثم استيقظ، فقال: يا أختاه إني رأيت الساعة جدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأبى عليا وأمي فاطمة الزهراء وأخي الحسن وهم يقولون يا حسين إنك رائح إلينا عن قريب وفى بعض الروايات غدا.
قال الراوي: فلطمت زينب وجهها وصاحب وبكت فقال لها الحسين: مهلا لا تشمتي القوم بنا ثم جاء الليل فجمع الحسين عليه السلام أصحابه فحمد الله وأثنى عليه ثم أقبل عليهم فقال: أما بعد. فإني لا أعلم أصحابا أصلح منكم ولا أهل بيت أبر، ولا أفضل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعا عنى خيرا وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني، وهؤلاء القوم فإنهم لا يريدون غيري. فقال له إخوته وأبناؤه، وأبناء عبد الله بن جعفر ولم نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا وبدأ هم بذلك القول العباس بن علي عليه السلام ثم تابعوه.
قال الراوي: ثم نظر إلى بنى عقيل حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم إذهبوا فقد أذنت لكم، وروى من طريق آخر قال فعندها تكلم إخوته وجميع أهل بيته،
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست