وقال لأصحاب الجمال من أحب أن ينطلق معنا إلى العراق وفينا كراه وأحسنا معه صحبته ومن يحب أن يفارقنا أعطينا كراه بقدر ما قطع من الطريق فمضى معه قوم وامتنع آخرون.
ثم سار حتى بلغ ذات عرق فلقى بشر بن غالب واردا من العراق فسأله عن أهلها، فقال: خلفت القلوب معك والسيوف مع بنى أمية، فقال: صدق أخو بنى أسد إن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
قال الراوي: ثم سار حتى نزل الثعلبية وقت الظهيرة فوضع رأسه فرقد ثم استيقظ فقال قد رأيت هاتفا يقول أنتم تسرعون والمنايا تسرع بكم إلى الجنة فقال له ابنه على يا أبة أفلسنا على الحق فقال بلى يا بنى والله الذي إليه مرجع العباد فقال: يا أبه إذن لا نبالي بالموت، فقال الحسين عليه السلام جزاك الله يا بنى خير ما جزا ولدا عن والده ثم بات عليه السلم في الموضع المذكور فلما أصبح إذا برجل من الكوفة يكنى أبا هرة الأزدي قد أتاه فسلم عليه ثم قال: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما الذي أخرجك عن حرم الله وحرم جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال الحسين ويحك يا أبا هرة إن بنى أمية أخذوا مالي فصبرت وشتموا عرضي فصبرت وطلبوا دمى فهربت وأيم الله لتقتلني الفئة