الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٥٨
ولا يروهن فسمع النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك فقال: إنها بضعة مني (1).
وقال يونس: قال لي الصادق (عليه السلام): يا يونس قال جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله):
ملعون ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ويغصبها حقها ويقتلها.
ثم قال: يا فاطمة البشرى فلك عند الله مقام محمود وتشفعين فيه لمحبيك وشيعتك فتشفعين، يا فاطمة لو أن كل نبي بعثه الله وكل ملك قربه الله شفعوا في مبغض لك غاصب لك ما أخرجه الله من النار أبدا (2).
وقال عبد الله بن الحارث بن نوفل: سمعت سعد بن مالك - يعني ابن أبي وقاص - يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: فاطمة بضعة مني، من سرها فقد سرني، ومن ساءها فقد ساءني، فاطمة أعز البرية علي (3).
وحدث في الجزء الأول من أجزاء ثلاثة من أمالي السمعاني من طرق العامة ما هذه صورته قال الشعبي، عن مسروق، عن عائشة أنها قالت: أقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تمشي، وكان مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): مرحبا يا بنتي، ثم استضحكها وأجلسها عن يمينه وأنا عن يساره، ثم أسر إليها حديثا فبكت فقلت: استضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحديثه ثم تبكين. ثم أسر إليها حديثا فضحكت. فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن. فسألتها فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حتى إذا قبض سألتها عما قال لها. قالت: إنه أسر إلي فقال: إن جبرائيل (عليه السلام) كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة واحدة وأنه يعارضني العام مرتين ولا أراه إلا وقد حضر أجلي فأنت أول أهل بيتي لحاقا بي ونعم السلف أنا لك، فبكيت لذلك، ثم قال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذا العالم، فضحكت لذلك (4).
وقال سليمان الأنصاري: كنا جلوسا في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) إذ أقبل علي (عليه السلام)

(١) بحار الأنوار: ج ١٠٣ ص ٢٣٨ باب ٦٠ ح ٤٣ نقلا عن كتاب مصباح الأنوار.
(٢) كنز الفوائد للكراجكي: ص ٦٣ - ٦٤.
(٣) المناقب لابن شهرآشوب: ج ٣ ص ٣٣٢.
(٤) كشف الغمة: ج ١ ص ٤٥٣.
(٤٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 ... » »»