الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧٩١
الذين كانوا بعد النبي (عليه السلام)، ولا في بني أمية، ولا في بني العباس، ولم تدع فرقة من فرق المسلمين هذه العدة في أئمتها غير الإمامية، فدل ذلك على أن أئمتهم هم المعنون في هذه الأحاديث.
وأما روايات الخاصة وهم الإمامية فالمجمع عليه خبر اللوح، وهو ما روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) مع علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه رأى في يد فاطمة الزهراء (عليها السلام) لوحا أخضر من زمردة خضراء فيه كتابة بيضاء، فقال جابر:
قلت لها (عليها السلام): ما هذا اللوح يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
قالت: لوح أهداه الله عز وجل إلى أبي، وأهداه أبي إلي، فيه اسم أبي واسم بعلي والأئمة من ولدي.
قال جابر: فنظرت في اللوح فرأيت فيهم ثلاثة عشر اسما كان فيه محمد في أربعة مواضع (1).
ومثله خبر سلمان (رضي الله عنه)، قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحسين بن علي (عليهما السلام) على فخذه فقال لي: يا سلمان إن ابني هذا سيد ابن سيد أبو سادة، حجة ابن حجة أبو حجج، إمام وابن إمام أبو أئمة تسعة من ولده، تاسعهم قائمهم (2).
وقال يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) الفجر، فلما انفتل من الصلاة أقبل علينا بوجهه الكريم فقال: معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر، ومن افتقد القمر فليتمسك بالزهرة، ومن افتقد الزهرة فليتمسك بالفرقدين. فسئل عن ذلك فقال: أنا الشمس، وعلي القمر، وفاطمة الزهرة، والحسن والحسين الفرقدان. ذكره النطنزي في الخصائص (3).
وفي روايتنا: روى القاسم عن سلمان (رضي الله عنه): فإذا افتقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة. ثم قال: وأما النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة من صلب

(١) كمال الدين: ج ١ ص ٢٦٩ ب ٢٤ ح ١٣.
(٢) الاختصاص: ص ٢٠٧ - ٢٠٨.
(٣) معاني الأخبار: ص ١١٤ ح ١، المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 281.
(٧٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 786 787 788 789 790 791 792 793 794 795 796 ... » »»