الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧٧٥
في حظيرة بني النجار نائمان، وقد وكل الله عز وجل بهما ملكا يحفظهما فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه جماعة من الصحابة حتى أتوا الحظيرة، وإذا الحسن معانق الحسين (عليهما السلام) والملك الموكل بهما أحد جناحيه تحتهما وقد أظلهما بالجناح الآخر، فأكب النبي (صلى الله عليه وآله) عليهما يقبلهما، فأنبههما من نومهما، فحمل الحسن على كتفه الأيمن والحسين على كتفه الأيسر حتى خرج من الحظيرة وهو يقول:
لأشرفهما اليوم كما أكرمهما الله عز وجل فاستقبله أبو بكر وقال: يا رسول الله ناولني أحدهما أحمله عنك. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): نعم الحامل ونعم المحمول وأبوهما خير منهما، حتى أتى المسجد فقال لبلال: هلم إلى الناس، فاجتمعوا، فقام (عليه السلام) على قدميه وقال: معاشر الناس ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة؟ قالوا:
بلى يا رسول الله قال: الحسن والحسين، جدهما محمد رسول الله وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة. ألا أدلكم على خير الناس أبا واما؟
قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الحسن والحسين، أبوهما علي بن أبي طالب أخو رسول الله وابن عمه وأمهما فاطمة ابنة رسول الله سيدة نساء العالمين. ألا أدلكم على خير الناس خالا وخالة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الحسن والحسين، خالهما القاسم بن رسول الله وخالتهما زينب بنت رسول الله. ألا أدلكم على خير الناس عما وعمة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الحسن والحسين، عمهما جعفر الطيار في الجنة وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب. ثم قال: اللهم إنك تعلم أن الحسن والحسين في الجنة، وجدهما في الجنة، وجدتهما في الجنة، وأبوهما وأمهما في الجنة، وخالهما وخالتهما في الجنة، وعمهما وعمتهما في الجنة، اللهم إنك تعلم أن من يحبهما في الجنة ومن يبغضهما في النار (1).
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، حدثنا وهيب، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلى أنه جاء حسن

(١) قريب منه ما في بحار الأنوار: ج ٤٣ ص ٢٦٦ ب 12 ح 25.
(٧٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 770 771 772 773 774 775 776 777 778 779 780 ... » »»