الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧٦٤
عن قوله عز وجل: * (مرج البحرين يلتقيان) * (1) قال: علي وفاطمة (عليهما السلام) * (بينهما برزخ لا يبغيان) * (2) رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) * (3) الحسن والحسين (عليهما السلام) (4).
وقال الحارث، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن في الجنة درجة تسمى الوسيلة هي لنبي، وأرجو أن أكون أنا، فإذا سألتموها فسلوها لي فقالوا: من يسكن معك فيها يا رسول الله؟ قال فاطمة وبعلها والحسن والحسين (عليهم السلام).
منقول عن المجلد الثاني عشر من تاريخ محمد بن النجار شيخ المحدثين بالمستنصرية بإسناده إلى أنس بن مالك، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لما أراد الله عز وجل أن يهلك قوم نوح (عليه السلام) أوحى الله إليه أن شق ألواح الساج، فلما شقها لم يدر ما يصنع بها، فهبط جبرئيل فأراه هيئة السفينة، ومعه تابوت فيه مائة ألف مسمار وتسع وعشرون ألف مسمار، فسمر بالمسامير كلها السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير، فضرب بيده إلى مسمار فأشرق في يده وأضاء كما يضئ الكوكب الدري في أفق السماء، فتحير من ذلك نوح، فأنطق الله ذلك المسمار بلسان طلق ذلق (5) فقال: على اسم خير الأنبياء محمد بن عبد الله، فهبط عليه جبرئيل، فقال:
يا جبرئيل ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله؟ قال: هذا باسم خير الأولين محمد ابن عبد الله، أسمره (6) على أولها على جانب السفينة اليمين. ثم ضرب بيده على مسمار ثان فأشرق وأنار، فقال نوح: وما هذا المسمار؟ قال: مسمار أخيه وابن عمه علي بن أبي طالب، فأسمره على جانب السفينة اليسار في أولها. ثم ضرب بيده إلى مسمار ثالث فزهر وأشرق وأنار، فقال: هذا مسمار فاطمة فأسمره إلى جانب مسمار أبيها ثم ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر وأنار، فقال: هذا مسمار الحسن فأسمره إلى جانب مسمار أبيه ثم ضرب بيده إلى مسمار خامس فأشرق

(١) الرحمن: ١٩.
(٢) الرحمن: ١٩.
(٣) الرحمن: ٢٠.
(٤) بحار الأنوار: ج ٣٧ ص ٩٦ ب 50 ح 62.
(5) الذلق: اللسان الفصيح ذي الحدة.
(6) أسمره: أي شده بالمسمار.
(٧٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 757 758 759 761 763 764 765 766 767 768 769 ... » »»