الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧٦٩
حميد، قال: حدثنا هارون بن عيسى، قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم، حدثنا أبو حكيم الخياط، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه علي والحسن والحسين (عليهم السلام) فخطبنا ثم قال: أيها الناس إن هؤلاء أهل بيت نبيكم قد شرفهم الله بكرامته، واستحفظهم سرهم، واستودعهم علمه، عماد الدين، شهداء على أمته، برأهم قبل خلقه، إذ هم أظلة تحت عرشه، نجباء في علمه، اختارهم وارتضاهم واصطفاهم فجعلهم علماء فقهاء لعباده، ودلهم على صراطه، فهم الأئمة المهدية، والقادة الداعية، والأمة الوسطى، والرحم الموصولة، هم الكهف الحصين للمؤمنين، ونور أبصار المهتدين، وعصمة لمن لجأ إليهم، ونجاة لمن احترز بهم، يغتبط من والاهم، ويهلك من عاداهم، ويفوز من تمسك بهم، الراغب عنهم مارق من الدين، والمقصر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق، فهم الباب المبتلى بهم، من أتاهم نجا، ومن أباهم هوى، هم حطة لمن دخله، وحجة على من جهله، إلى الله يدعون، وبأمر الله يعملون، وبآياته يرشدون، فيهم نزلت الرسالة، وعليهم هبطت ملائكة الرحمة، وإليهم بعث الروح الأمين تفضلا من الله ورحمة، وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين، فعندهم بحمد الله ما يلتمس ويحتاج إليه من العلم والهدى في الدين، وهم النور من الضلالة عند دخول الظلم، وهم الفروع الطيبة من الشجرة المباركة، وهم معدن العلم، وأهل بيت الرحمة، وموضع الرسالة ومختلف الملائكة، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (1).
وقال محمد بن راشد، عن إسحاق الأزرق، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حارثة، عن جابر بن عبد الله الأنصاري: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لأمير المؤمنين علي (عليه السلام): يا علي مالي أراك مغضبا؟ فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله من أقوام من قريش.

(1) ذكر منقبة المطهرين لأبي نعيم الحافظ: لا يوجد لدينا هذا الكتاب.
(٧٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 764 765 766 767 768 769 770 771 772 773 774 ... » »»