الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧٦٥
وأنار وبكى، فقال: يا جبرئيل ما هذه النداوة؟ فقال: هذا مسمار الحسين بن علي سيد الشهداء، فأسمره إلى جانب مسمار أخيه. ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله): * (وحملناه على ذات ألواح ودسر) * قال النبي (صلى الله عليه وآله): الألواح خشب السفينة، ونحن الدسر، لولانا ما سارت السفينة بأهلها (1).
وقال عبد الله بن مسعود: دخلت يوما على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت له: يا رسول الله أرني الحق أنظر إليه؟ فقال: يا بن مسعود ألج المخدع (2)، فولجت فرأيت أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) راكعا وساجدا وهو يقول عقيب صلاته: اللهم بحرمة محمد عبدك ورسولك اغفر للخاطئين من شيعتي. قال ابن مسعود: فخرجت حتى أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك فرأيته راكعا وساجدا وهو يقول: اللهم بحرمة عبدك علي اغفر للعاصين من أمتي. قال: فأخذني الهلع حتى غشي علي، فرفع النبي (عليه السلام) رأسه وقال: يا بن مسعود أكفر بعد إيمان؟ فقلت: معاذ الله ولكني رأيت عليا يسأل الله تعالى بك وأنت تسأل الله تعالى به، ولا أدري أيكما أفضل؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بن مسعود إن الله عز وجل خلقني وعليا والحسن والحسين من نور عظمته قبل الخلق بألفي عام حين لا تسبيح ولا تقديس، ففتق نوري فخلق منه السماوات والأرض، وأنا أفضل من السماوات والأرض وفتق نور علي فخلق منه العرش والكرسي، وعلي أجل من العرش والكرسي. وفتق نور الحسن فخلق منه اللوح والقلم، والحسن أفضل من اللوح والقلم. وفتق نور الحسين فخلق منه الجنان والحور، والحسين أفضل منهما، فأظلمت المشارق والمغارب فشكت الملائكة إلى الله تعالى الظلمة وقالت: اللهم بحرمة هؤلاء الأشباح الذين خلقت إلا فرجت من هذه الظلمة، فخلق الله عز وجل روحا وقرنها بأخرى فخلق منها نورا، ثم أضاف النور بالروح فخلق منها الزهراء فاطمة، فمن ذلك سميت الزهراء فأضاء منها المشرق والمغرب. يا ابن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي

(١) بحار الأنوار: ج ١١ ص ٣٢٨ ب 3 ح 49.
(2) ولج البيت: دخل فيه: والمخدع: بيت داخل البيت الكبير.
(٧٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 758 759 761 763 764 765 766 767 768 769 770 ... » »»