الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٦٧
وذؤابتها، بخطبة جبرئيل (عليه السلام) وشهادة الملائكة والولي آدم (عليه السلام)، وضربت عليه قبة الزمرد الأصفر، فواقع مخوايلة فيها فحملت بأنوش.
فلما حملت به سمعت نداء الأصوات من كل مكان: هنيئا لك هنيئا لك يا بيضاء، البشرى فقد استودعك الله نور محمد المصطفى.
قال: وضرب لها حجاب من النور عن أعين الناس ومكايدة الشيطان، فكان إبليس لا يتوجه في وجه من الأرض إلا نظر إلى ذلك الحجاب عليه مضروبا.
قال: فلم تزل مخوايلة حتى وضعت أنوش (عليه السلام). فلما وضعته نظرت إلى نور رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين عينيه.
فلما ترعرع دعاه أبوه فقال له: يا بني إن أبي أمرني أن آخذ عليك عهدا وميثاقا ألا تتزوج إلا بأطهر نساء العالمين. فقبل وصيته.
وأوصى كذلك أنوش ابنه قينان، وأوصى قينان ابنه مهلائيل، وأوصى مهلائيل ابنه يزد، فتزوج يزد امرأة يقال لها برة، فحملت بأخنوخ وهو إدريس النبي (عليه السلام).
فلما ولد إدريس (عليه السلام) نظر أبوه إلى النور يلوح بين عينيه فقال له أبوه: يا بني أوصيك بهذا النور كل الوصية. فقبل وصيته. فتزوج بامرأة يقال لها بزوجا، فولدت له متوشلخ.
وولد متوشلخ لمك، وكان لمك رجلا أشقر قد أعطي قوة وبطشا، فتزوج امرأة يقال لها قسوش بن يردائيل بن مخوائيل، فواقعها فولدت له نوح (عليه السلام)، وفيه نور النبي (صلى الله عليه وآله) يلوح في وجهه.
فقال له: يا بني إن هذا النور هو النور الذي توارثته الأنبياء عليهم السلام، وهو نور المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) ينقل بالعهود والمواثيق إلى يوم خروجه، وإني آخذ عليك عهدا وميثاقا أن لا تتزوج إلا بأطهر نساء العالمين.
قال: فقبل وصية أبيه، فتزوج امرأة يقال لها عمردة، وكانت من المؤمنات الصالحات، فواقعها فولدت سام (عليه السلام)، وفيه نور النبي (عليه السلام).
فلما نظر نوح (عليه السلام) إلى النور في وجهه سلم اليه تابوت آدم (عليه السلام)، وكان
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»