يفعل بكل راقد منا، فهو والله صاحبكم، إن نطفة الإمام تكون في الرحم أربعين يوما وليلة نصب لها عمود من نور في بطن أمه ينظر فيه مد بصره فإذا تمت له في بطن أمه أربعة أشهر أتاه ملك يقال له الخير فيكتب على عضده الأيمن: * (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) * (1) فإذا وضعته أمه اتقى الأرض بيده رافعا رأسه إلى السماء ويشهد أن لا إله إلا الله، وينادي مناد من قبل العرش باسمه واسم أبيه: يا فلان بن فلان يقول لك الجليل: أبشر فإنك صفوتي وخيرتي من خلقي وموضع سري وعيبة علمي، لك ولمن تولاك أوجب رحمتي واسكنه جنتي واحلله جواري، ثم وعزتي لأصلين من عاداك ناري وأشد عذابي وإن وسعت عليه في دنياه. فإذا انقطع المنادي أجابه الإمام: * (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) * (2) فإذا قالها أعطاه الله علم الأولين وعلم الآخرين واستوجب الزيادة من الجليل ليلة القدر. فقلت: جعلت فداك أليس الروح هو جبريل؟ فقال: جبريل من الملائكة والروح خلق أعظم منه، وهو مع الإمام حيث كان (3).
فصل في ذكر بعض أخبار موسى (عليه السلام) وكان أبوه يحبه ويميل إليه، ووهب له البشيرة تفضيلا (4)، وكان شراؤها بستة وعشرين ألف دينار.
وكان (عليه السلام) كريما، بهيا، وعتق ألف مملوك. وكان يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده (5).