الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٦٥٤
الرشيد إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا بن عم، مفتخرا بذلك على غيره.
فتقدم أبو الحسن موسى (عليه السلام) فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبه. فتغير وجه الرشيد وتبين الغيظ فيه (1).
وقال السندي بن شاهك: وافى خادم من قبل الرشيد إلى أبي الحسن (عليه السلام) وهو محبوس عندي، فدخلت معه وقد كان قال له تعرف خبره. فوقف الخادم، فقال: مالك؟ فقال: بعثني الخليفة لأعرف خبرك. قال: فقال: قل له: يا هارون مامن يوم ضراء انقضى عني إلا انقضى عنك من السراء مثله حتى نجتمع أنا وأنت في دار يخسر فيها المبطلون (2).
وقال الفضل بن الربيع، عن أبيه قال: بعثني هارون إلى أبي الحسن (عليه السلام) برسالة وهو في حبس السندي بن شاهك، فدخلت عليه وهو يصلي فهبته أن أجلس، فوقفت متكئا على سيفي، فكان (عليه السلام) إذا صلى ركعتين وسلم واصل بركعتين أخراوتين. فلما طال وقوفي وخفت أن يسأل عني هارون وحانت منه تسليمة فشرعت في الكلام، فأمسك وقد كان قال لي هارون: لا تقول بعثني أمير المؤمنين إليك ولكن قل: بعثني أخوك وهو يقرؤك السلام ويقول لك: إنه بلغني عنك أشياء أقلقتني فأقدمتك إلي فحصت عن ذلك فوجدتك نقي الجيب بريئا من العيب مكذوبا عليك فيما رميت به، ففكرت بين إصرافك إلى منزلك ومقامك ببابي، فوجدت مقامك ببابي أبرئ لصدري وأكذب لقول المسرعين فيك، ولكل انسان غذاء قد اغتذاه وألفت عليه طبيعته، ولعلك اغتذيت بالمدينة أغذية لا تجد من يصنعها لك هاهنا، وقد أمرت الفضل أن يقيم لك من ذلك ما شئت، فمره بما أحببت وانبسط فيما تريده.
قال: فجعل (عليه السلام) الجواب في كلمتين من غير أن يلتفت إلي، فقال: لا حاضر

(١) الاحتجاج: ص ٣٩٣.
(٢) بحار الأنوار: ج ٤٨ ص ١٤٨ باب 6 من تاريخ الإمام الكاظم (عليه السلام) ذيل ح 22.
(٦٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 649 650 651 652 653 654 655 656 657 658 659 ... » »»