الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٦٥٥
مالي فينفعني ولم أخلق مسؤولا، الله أكبر ودخل في الصلاة.
قال: فرجعت إلى هارون فأخبرته، فقال لي: فما ترى في أمره فقلت:
يا سيدي لو خططت في الأرض خطة فدخل فيها ثم قال لا أخرج منها ما خرج منها. قال: هو كما قلت ولكن مقامه عندي أحب إلي.
وروى غيره قال: قال هارون: إياك أن تخبر بهذا أحدا. قال: فما أخبرت به أحدا حتى مات هارون.
وقال المأمون لقومه: أتدرون من علمني التشيع؟ فقال القوم: والله ما نعلم ذلك. فقال: علمنيه الرشيد. فقيل له: كيف ذلك والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت؟!
قال: كان يقتلهم على الملك، إن الملك لعقيم (1).
ثم قال: إنه دخل موسى بن جعفر على الرشيد يوما فقام الرشيد إليه واستقبله وأجلسه في الصدر وقعد بين يديه وجرت بينهما أشياء، ثم قال موسى بن جعفر لأبي: يا أمير المؤمنين إن الله قد فرض على ولاة عهده أن ينعشوا فقراء الأمة ويقضوا عن الغارمين ويخففوا عن المثقل ويكسوا العاري ويحسنوا إلى العاني، وأنت أولى من فعل ذلك. فقال: أفعل يا أبا الحسن ثم قام فقام الرشيد لقيامه وقبل عينيه ووجهه، ثم أقبل علي وعلى الأمين والمؤتمن فقال: يا عبد الله ويا محمد ويا إبراهيم بين يدي ابن عمكم (2) وسيدكم، خذوا بركابه، وسووا عليه ثيابه، وشيعوه إلى منزله.
فأقبل علي أبو الحسن موسى بن جعفر سرا بيني وبينه فبشرني بالخلافة، وقال لي: إذا ملكت هذا الأمر فأحسن إلى ولدي [ثم انصرفنا] (3)، وكنت أجرأ ولد أبي عليه، فلما خلا المجلس قلت: يا أمير المؤمنين من هذا الرجل الذي أعظمته وأجللته، وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته، وأقعدته في صدر المجلس، وقعدت دونه، ثم أمرتنا بأخذ الركاب له؟ فقال: هذا إمام الناس، وحجة الله على خلقه

(1) عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 72 ب 7 ح 11.
(2) في المصدر: بين يدي عمكم.
(3) ليس في الأصل.
(٦٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 650 651 652 653 654 655 656 657 658 659 660 ... » »»