الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٨٣
أنهم يحسنون صنعا (1) ولعمر الله لقد لقحت (2)، فنظرة ريثما تنتج (3)، ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا (4)، وذعافا ممقرا (5)، فهنالك يخسر المبطلون، ويعرف التالون غب (6) ما أسس الأولون، فطيبوا عن أنفسكم نفسا (7)، وطأمنوا الفتنة جأشا (8)، وابشروا بسيف صارم (9)، وهرج شامل (10)، يدع فيئكم زهيدا (11)، وجمعكم فيكم حصيدا (12)، فيا حسرة عليكم، فأنى بكم (13) وقد عميت عليكم (14) * (أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) * (15).
قال ابن عباس: فلما اشتدت علتها (عليها السلام) قال عمر لأبي بكر: اذهب بنا حتى نعود فاطمة بنت محمد (عليها السلام). فجاءا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فسلما عليه وقالا له:

(١) رغما مثلثة: مصدر رغم أنفه أي لصق بالرغام وهو التراب، ورغم الأنف يستعمل في الذل والعجز عن الانتصار والانقياد على كره. والمعاطس جمع معطس بالكسر والفتح وهو الأنف.
(٢) لقحت: حملت، والفاعل فعلتهم أو فعالهم، أو الفتنة أو الأزمنة.
(٣) النظرة بفتح النون وكسر الظاء: التأخير. وريثما تنتج: أي قدر ما تنتج.
(٤) القعب: قدح من خشب يروي الرجل واحتلاب طلاع القعب: هو أن يمتلئ من اللبن حتى يطلع عنه ويسيل. العبيط: الطري.
(٥) الذعاف: السم. والمقر بكسر والقاف: الصبر، وأمقر: أي صار مرا.
(٦) غب كل شئ: عاقبته.
(٧) طاب نفس فلان بكذا: أي رضي به من دون أن يكرهه عليه أحد، وطابت نفسه عن كذا أي رضي ببذله.
(٨) طمأنته: سكنته فاطمأن. والجأش مهموزا: النفس والقلب، أي اجعلوا قلوبكم مطمئنة لنزول الفتنة.
(٩) الصارم: القاطع.
(١٠) الهرج: الفتنة والاختلاط.
(١١) الفئ: الغنيمة والخراج وما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب. والزهيد:
القليل.
(١٢) الحصيد: المحصود، ويدع جمعكم حصيدا كناية عن قتلهم واستئصالهم.
(١٣) أي وأنى تلحق الهداية بكم.
(١٤) عميت عليكم بالتخفيف: أي خفيت والتبست، وبالتشديد على صيغة المجهول أي لبست.
(١٥) كشف الغمة: ج ١ ص ٤٩٢ - ٤٩٤، بحار الأنوار: ج ٤٣ ص ١٥٨ - 159 باب 7 ح 8 وقد أخذنا شرح الألفاظ منه.
(٤٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 482 483 484 485 487 489 490 ... » »»