الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٧٩
الظنين (1)، نقضت قادمة الأجدل (2)، وخانك ريش الأعزل (3)، هذا ابن أبي قحافة يبتزني (4) نحلة أبي وبلغة ابني، لقد أجهر في ظلامتي، وألد في خصامتي حين خلستني (5) بنو فيلة (6) نصرها، والمهاجرة وصلها (7)، وغضت (8) الجماعة دوني طرفها، فلا مانع ولا دافع، خرجت مخاصمة ورجعت راغمة، افترشت الدنآة، وآنست بالهنات (9)، ما كففت) قائلا، ولا أغنيت (11) طائلا (12)، يا ليتني ولا خيار لي [ليتني] مت قبل ذلتي ودون هينتي، عذيري (13) الله منهم ماحيا، ومن عتيق عاديا (14)، ويل ويل لي في كل شارق (15)، ويل لي في كل غارب (16)، مات العمد (17) واسترذل العضد، شكواي إلى أبي، وعدواي (18) إلى ربي، اللهم أنت أشد قوة.

(١) الحجرة بالضم: حظيرة الإبل، ومنه حجرة الدار. والظنين: المتهم. والمعنى: اختفيت عن الناس كالجنين، وقعدت عن طلب الحق ونزلت منزلة الخائف المتهم.
(٢) قوادم الطير: مقاديم ريشه، وهي عشر في كل جناح، واحدتها: قادمة. والأجدل: الصقر.
(٣) الأعزل: الذي لا سلاح معه. قيل: لعلها صلوات الله عليها شبهت الصقر الذي نقضت قوادمه بمن لا سلاح له. والمعنى: تركت طلب الخلافة في أول الأمر قبل أن يتمكنوا منها ويشيدوا أركانها، وظننت أن الناس لا يرون غيرك أهلا للخلافة ولا يقدمون عليك أحدا فكنت كمن يتوقع الطيران من صقر منقوضة القوادم.
(٤) الابتزاز: الاستلاب وأخذ الشئ بقهر وغلبة.
(٥) كذا، وفي البحار الاحتجاج: حبستني.
(٦) وبنو قيلة: اسم أم قديمة لقبيلتي الأنصار.
(٧) وصلها: عونها.
(٨) غضت: حفظت. والطرف بالفتح: العين.
(٩) كذا، وفي الاحتجاج والبحار: افترست الذئاب وافترشت التراب.
(١٠) الكف: المنع.
(١١) الإغناء: الصرف والكف إذا لم يكن فيه غناء ومزية.
(١٢) والطائل: قال الجوهري: هذا أمر لا طائل فيه.
(١٣) العذير بمعنى العاذر كالسميع، أو بمعنى العذر كالأليم.
(١٤) عتيق هو أبو بكر بن أبي قحافة، وعاديا: من العدوان بمعنى تجاوز الحد.
(15) الشارق: الشمس، أي عند شروق شارق وطلوع صباح كل يوم.
(16) الغارب: غروب الشمس.
(17) العمد بالتحريك وبضمتين: جمع العمود. ولعل المراد هنا ما يعتمد عليه في الأمور.
(18) العدوي: طلبك إلى وال لينتقم لك ممن ظلمك.
(٤٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 ... » »»