الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٧٣
أظهركم (1)، شرائعه واضحة، وزواجره وأوامره لائحة، رغبة عنه إلى ما سواه (2) * (بئس للظالمين بدلا) * (3) * (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) * (4). هذا ولم تلبثوا بعد أختها إلا ريث سكوتي حتى نفر نهادها (5)، وسلس قيادها (6)، يسرون حسوا في ارتغاء (7)، ونصبر منكم على مثل حز المدى (8)، وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا، كأنكم لم تسمعوا الله يقول:
* (وورث سليمان داود) * (9) وبعض خبر زكريا حيث يقول: * (فهب لي من لدنك وليا * يرثني) * (10) ويزعم زعيمكم أن النبوة والخلافة لا تجتمع لأحد خلافا على الله تعالى إذ يقول لنبيه داود (عليه السلام): * (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض) * (11) ثم جعل ابنه وارثه وجمع فيهما النبوة والخلافة، وقال تعالى: * (يوصيكم الله في أولادكم) * (12) وقال عز وجل: * (إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين) * (13) وقال تعالى: * (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) * (14) وأنت تزعم أن لا إرث

(١) فلان بين أظهر قوم وبين ظهرانيهم أي مقيم بينهم محفوف من جانبيه أو من جوانبه بهم.
(٢) في نسخة البحار: أرغبه عنه تريدون.
(٣) الكهف: ٥٠.
(٤) آل عمران: ٨٥.
(٥) وفي نسخة البحار: ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها والمعنى: لم تصبروا إلى ذهاب أثر تلك المصيبة. ونفرت الدابة: ذهابها وعدم انقيادها.
(٦) السلس بكسر اللام: السهل اللين المنقاد. والقياد بالكسر: ما يقاد به الدابة من خيل وغيره.
(٧) الإسرار: ضد الإعلان. والحسو بفتح الحاء وسكون السين المهملتين: شرب المرق وغيره شيئا بعد شئ. والارتغاء: شرب الرغوة وهو زبد اللبن. وفي المثل: " يسر حسوا في ارتغاء " يضرب لمن يظهر أمرا ويريد غيره.
(٨) الحز بفتح الحاء المهملة: القطع أو قطع الشئ من غير إبانة. والمدى بالضم: جمع مدية وهي السكين والشفرة.
(٩) النمل: ١٦.
(١٠) مريم: ٥ و ٦.
(١١) ص: ٢٦.
(١٢) النساء: ١١.
(١٣) البقرة: ١٨٠.
(١٤) النساء: ١.
(٤٧٣)
مفاتيح البحث: الخسران (1)، الوصية (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 ... » »»