فيقول الخلائق: من هذا ملك مقرب، نبي مرسل، حامل عرش؟ فينادي مناد من بطنان العرش: ليس ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنة النعيم (1).
ومن روايات موفق بن أحمد المكي الخوارزمي من كتاب المناقب ما هذا لفظه: وأنبأني مهذب الأئمة هذا، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي أخو محمد بن محمد بن عبد العزيز أبو منصور العدل، أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي، حدثنا محمد بن زياد النخعي، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان، حدثنا غالب الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده قال: قال علي (عليه السلام): قال النبي (صلى الله عليه وآله) لما أسري بي إلى السماء، ثم من السماء إلى سدرة المنتهى، وقفت بين يدي ربي عز وجل فقال لي: يا محمد.
قلت: لبيك وسعديك.
قال: قد بلوت خلقي فأيهم رأيت أطوع لك؟
قال: قلت: ربي عليا.
قال: صدقت يا محمد، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟
قال: قلت: اختر لي، فإن جبريل خيرني.
قال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا، ونحلته علمي وحلمي، وهو أمير المؤمنين حقا، لم ينلها أحد قبله، وليست لأحد بعده. يا محمد علي راية الهدى، وإمام من أطاعني، ونور أوليائي، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشره بذلك يا محمد.