الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٢٨٧
خليفة الكلبي، فدخل علي (عليه السلام) فقال: السلام عليك، كيف أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
فقال: بخير.
فقال له دحية: إني لأحبك وأن لك مدحة أزفها إليك، أنت أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة تزف به، أنت وشيعتك مع محمد وحزبه إلى الجنان زفا زفا، قد أفلح من تولاك وخسر من تخلاك، محبو محمد محبوك، ومبغضو محمد مبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله)، ادن مني [يا] صفوة الله، فأخذ رأس النبي (صلى الله عليه وآله) فوضعه في حجره، فقال (1): ما هذه الهمهمة؟ فأخبره الحديث.
قال (2): لم يكن دحية الكلبي، بل كان جبرائيل (عليه السلام)، سماك باسم سماك الله به، وهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين (3).
ومن الكتاب المذكور: حدثنا محمد بن علي بن دحيم، قال: حدثنا الحسن بن الحكم الحبري، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثنا صباح بن يحيى المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن جندب، عن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أنس أسكب لي وضوء أو ماء، فتوضأ وصلى ثم انصرف. فقال:
يا أنس أول من يدخل علي اليوم أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخاتم الوصيين وإمام الغر المحجلين. فجاء علي حتى ضرب الباب، فقال: من هذا يا أنس؟ قلت:
هذا علي. قال: افتح له، فدخل (4).
ومن الكتاب المذكور: حدثنا أحمد بن محمد بن دارم، قال: حدثنا المنذر بن محمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبان بن تغلب، عن أبي غيلان، قال: حدثني أبو سعيد وهو رجل ممن شهد صفين: قال: حدثني سالم المنتوف مولى علي، قال: كنت مع علي في أرض له وهو يحرثها حتى جاء

(١ و ٢) أي: فقال رسول الله.
(٣) بحار الأنوار: ج ٣٧ ص ٢٩٥ باب ٥٤ ح ١٢.
(٤) بحار الأنوار: ج ٣٧ ص ٢٩٦ باب 54 ح 13.
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»