الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٢٨٦
قال هشام: فإذا أقررت بذلك فهل تعلمون أن الله تعالى قال في كتابه * (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر أولو الألباب) * وقال * (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) * وقال * (إنما يخشى الله من عباده العلماء) *؟
قال حفص: كذلك قال الله.
قال هشام: * (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) * فإذا أخبر الله أنه قد رفع عليا على أبي بكر درجات فلم صار أبو بكر أولى بها منه؟ ولم قدمتم أبا بكر عليه بعدما قد بين الله في كتابه ما بين؟
قال حفص: لأن أهل الفضل والعلم قدموه.
فقال هشام: فقد نفى الله عنهم ما أثبته أنت لهم!
قال حفص: من أين قلت؟
قال: ذلك لقول الله عز وجل: * (إنما يتذكر أولو الألباب) * وأولو الألباب أهل العقل والفضل، فلو كانوا كذلك لتفكروا وقدموا عليا (عليه السلام). فسكت حفص.
* * * $ أمير المؤمنين (عليه السلام) / تسميته بإمرة المؤمنين في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصل في ذكر تسميته صلى الله عليه بإمرة المؤمنين على عهد رسول الله من طريق العامة من ذلك: ما أورده الحافظ بن أحمد بن موسى بن مردويه في كتاب المناقب الذي صنفه، وهو: حدثني عبد الله بن محمد بن زيد، قال: حدثنا محمد بن أبي يعلى، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا زكريا بن يحيى أبو علي الخزاز، قال: حدثنا مندل بن علي، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في صحن الدار وإذا رأسه في حجر دحية بن
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»