وكان يقول (عليه السلام): (لا يتم المعروف إلا بثلاثة: تعجيله وتصغيره وستره) (1).
وسئل (عليه السلام) لم حرم الله الربا (2) فقال (عليه السلام): لئلا يتمانع الناس المعروف (3).
وذكر بعض أصحابه (عليه السلام) قال: دخلت على جعفر وموسى ولده بين يديه وهو يوصيه بهذه الوصية وكان مما حفظت منها أن قال (عليه السلام): يا بني إقبل وصيتي واحفظ مقالتي فإنك إن حفظتها تعش سعيدا وتمت حميدا يا بني إنه من قنع بما قسم له استغنى ومن مد عينه إلى ما في يد غيره مات فقيرا ومن لم يرض بما قسم الله عز وجل له اتهم الله تعالى في قضائه ومن استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه.
يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات نفسه ومن سل سيف البغي قتل به ومن احتفر لأخيه بئرا سقط فيها ومن داخل السفهاء حقر ومن خلط العلماء وقر ومن دخل مداخل السوء اتهم.
يا بني قل الحق لك وعليك وإياك النميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال يا بني إذا طلبت الجود عليك بمعادنه فإن للجود معادن وللمعادن أصولا وللأصول فروعا وللفروع ثمرا ولا يطيب ثمرا إلا بفرع ولا فرع إلا بأصل ولا أصل ثابت إلا بمعدن طيب.
يا بني إذا زرت فزر الأخيار ولا تزر الفجار فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها وشجرة لا يخضر ورقها وأرض لا يظهر عشبها.
قال علي بن موسى (عليهما السلام): فما ترك أبي هذه الوصية إلى أن مات (4).