مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٤٣٨
الثوري بالباب.
فقال: (إئذن له)، فدخل فقال له جعفر (عليه السلام): (يا سفيان " إنك رجل يطلبك السلطان وأنا أتقي السلطان، قم فاخرج غير مطرود).
فقال سفيان: " (1) حدثني حتى أسمع وأقوم.
فقال جعفر (عليه السلام): حدثني أبي عن جدي إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله، ومن حزنه أمر فليقل لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
فلما قام سفيان قال جعفر: (خذها يا سفيان ثلاث وأي ثلاث) (2).
وقال سفيان: دخلت على جعفر بن محمد وعليه جبة خز دكناء وكساء خز فجعلت أنظر إليه تعجبا فقال لي: (يا ثوري مالك تنظر إلينا، لعلك تعجب مما ترى) قال: فقلت له: يا بن رسول الله ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك.
قال: (يا ثوري: كان ذلك زمان افتقار وإقتار وكانوا يعملون على قدر اقتاره وافتقاره وهذا زمان أسبل كل شئ عز إليه) ثم حسر ردن جبته فإذا تحتها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل والردن عن الردن، وقال: (يا ثوري لبسنا هذا لله وهذا لكم فما كان لله أخفيناه وما كان لكم أبديناه) (3).
وقال الهياج بن بسطام: كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شئ (4).

١ - أثبتناه من نسخة (ط).
٢ - شعب الإيمان ٤: ١٠٨ / ٤٤٤٦، العقد الفريد ٣: ١٧٥، مناقب آل أبي طالب ٤: ٢٧٠، صفة الصفوة ٢: ١٦٩، تهذيب الكمال ٥: ٨٥، سير أعلام النبلاء ٦: ٢٦١.
3 - حلية الأولياء 3: 193.
4 - حلية الأولياء 3: 194، صفة الصفوة 2: 169.
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»