مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٤٥١
ولقد نظم بعض المتقدمين واقعة شقيق معه في أبيات طويلة اقتصرت على ذكر بعضها فقال:
سل شقيق البلخي عنه وما شاهد * منه وما الذي كان أبصر (1) قال لما حججت (2) عاينت شخصا * شاحب اللون ناحل الجسم أسمر سائرا وحده وليس له زاد * فما زلت دائما أتفكر وتوهمت أنه يسأل الناس * ولم أدر أنه الحج الأكبر ثم عاينته ونحن نزول * دون قيد على الكثيب الأحمر يضع الرمل في الإناء ويشربه * فناديته وعقلي محير إسقني شربة فناولني منه * فعاينته سويقا وسكر فسألت الحجيج من يك هذا؟ * قيل هذا الإمام موسى بن جعفر (3) فهذه الكرامات العالية الأقدار، الخارقة العوائد، هي على التحقق جلية المناقب، وزينة المزايا، وغرر الصفات، ولا يؤتاها إلا من فاضت عليه العناية الربانية أنوار التأييد، ومرت له أخلاف التوفيق، وأزلفته من مقام التقديس والتطهير، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم.
ولقد قرع سمعي ذكر واقعة عظيمة ذكرها بعض صدور العراق (4) أثبتت لموسى (عليه السلام) أشرف منقبة، وشهدت له بعلو مقامه عند الله تعالى وزلفى منزلته لديه، وظهرت بها كرامته بعد وفاته، ولا شك أن ظهور الكرامة بعد الموت أكبر دلالة منها حال الحياة وهي:
إن من عظماء الخلفاء مجدهم الله تعالى من كان له نائب كبير الشأن في الدنيا

1 - أثبتنا هذا البيت من نسخة (ط).
2 - في نسخة (ع): عجبت.
3 - مناقب آل أبي طالب 4: 327 عن كتاب أمثال الصالحين، صفة الصفوة 2: 185.
4 - في نسخة (ع): الوراق.
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»