مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٣٤٨
فقال: (أنا ابنه).
فقلت: أنت ابن من ومن ومن، وجعلت أشتمه وأنال منه (ومن أبيه وهو ساكت، حتى استحييت منه) (1) فلما انقضى كلامي ضحك وقال: (أحسبك غريبا شاميا).
فقلت: أجل.
فقال: (فمل معي، إن احتجت إلى منزل أنزلناك وإلى مال أرفدناك وإلى حاجة عاوناك).
فاستحييت والله منه وعجبت من كرم خلقه فانصرفت وقد صرت أحبه ما لا أحب غيره (2).
زيادة إيراد وحسن اعتقاد منار مبرات الأجواد، وآثار مقامات الأمجاد، يتفاوت مقدارها بين العباد بحسب إحضار (3) أقدارها في الإعتقاد، وقد جاد الحسن (عليه السلام) بما لم تجد بمثله نفس جواد، وتكرم بما يبخل به كل ذي كرم وإرفاد، فإنه لا رتبة أعظم من الخلافة وأعلا من مقامها، ولا حكم لملك في الملة الإسلامية إلا وهو مستفاد من أحكامها، ولا ذو أيالة وولاية إلا منقاد ببرة زمامها، وأوقف في (4) قضايا تصرفاته بين نقضها وإبرامها، فهي المتصف (5) الأعلى والمنتصب لها صاحب الدنيا والأمر والنهى، متصل بأسبابه والجاه والمال محصل من أبوابه، والنباهة والشهرة تستفاد

1 - أثبتناه من نسخة (ط).
2 - الكامل للمبرد 1: 325، ربيع الأبرار 2: 19، مناقب ابن شهرآشوب 4: 23.
3 - في نسخة (ط): أخطار، وفي كشف الغمة: أقطار.
4 - في نسخة (ط) زيادة: زمامها.
5 - في نسخة (ط): المنصف، وفي كشف الغمة: المنصب.
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»