مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٣٥٩
هلاك الناس في ثلاث: الكبر، والحرص، والحسد، فالكبر هلاك الدين ومنه لعن إبليس، والحرص عدو النفس ومنه أخرج آدم من الجنة، والحسد رائد الجوع ومنه قتل قابيل هابيل (1).
وقال (عليه السلام): لا تأت رجلا إلا أن ترجو نواله، أو تخاف يده، أو تستفيد من علمه، أو ترجو بركته ودعائه، أو تصل رحما بينك وبينه (2).
وقال (عليه السلام): دخلت على أمير المؤمنين وهو يجود بنفسه لما ضربه ابن ملجم فجزعت لذلك، فقال لي أتجزع!
فقلت: وكيف لا أجزع وأنا أراك في حالك هذه.
فقال: ألا أعلمك خصالا أربعا إن أنت حفظتهن نلت بهن النجاة، وإن أنت ضيعتهن فاتك الداران، يا بني لا غنى أكبر من العقل، ولا فقر مثل الجهل، ولا وحشة أشد من العجب، ولا عيش ألذ من حسن الخلق (3).
فهذه سمعت من الحسن يرويها عن أبيه تصلح أن تورد في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) وتصلح أن تورد في مناقب الحسن (عليه السلام) فأوردهما في باب أيهما شئت.
وقال (عليه السلام): ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد.
وقال: أجعل ما طلبت من الدنيا فلم تظفر به بمنزلة ما لم يخطر ببالك، واعلم أن مروءة القناعة والرضا أكبر من مروءة الإعطاء، وتمام الصنيعة خير من ابتدائها.

١ - الفصول المهمة: ١٥٩.
٢ - الفصول المهمة: ١٥٩.
٣ - ربيع الأبرار ٣: ٤١٢، البداية والنهاية ٨: ٤٠، حلية الأولياء ٢: ٣٦، تهذيب الكمال ٦: ٢٣٩، الفصول المهمة: 160.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»