مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٣٥٠
كل دمع يسيل منها عليها * وبفك اليدين عنها تخلا (1) فمن أخرجها على حبها عنه جدير أن يعد جواد الأمجاد وأن يسجل له بإحراز الفلج إذا تفاخرت أمجاد الأجواد (2).

١ - من قصيدة للشاعر أبي الطيب المتنبي، انظر: ديوان أبي الطيب المتنبي: ٣٢٥، شرح نهج البلاغة ٣: ٣٣٦ وكذا ٨: ٢٩٠ و ١٦: ١٢٠.
٢ - عقب الأربلي على كلام المصنف حيث قال: إن الشيخ كمال الدين (رحمه الله) وقف على أنجد هذا الأمر ولم يقف على أغواره وخاض في ضحضاحه ولم يلج في أغمر غماره وعد تسليم الحسن (عليه السلام) الخلافة إلى معاوية من كرمه وجوده وايثاره، ولو أنعم النظر علم أنه لم يسلمها إلى معاوية باختياره، وأنه لو وجد أعوانا وأنصارا لقاتله بأعوانه وأنصاره، وشحوا بأنفسهم عن مساعدته فرغبوا عن قربه، وسخت أنفسهم بمفارقة جواره، وأحبوا بعد داره في الدنيا فبعدت في الأخرى دارهم من داره، وفر عنه من فر فتوجه عليه العقاب لفراره وحليت الدنيا في أعينهم فلم يردعهم بالغ مواعظه وانذاره، ومالوا إلى معاوية رغبة في زخرف دنياه، وطعما في درهمه وديناره، فسلم إليه الأمر حذرا على نفسه وشيعته، فما رد القدر بحذاره وطلب حقن الدماء وإسكان الدهماء فاقره في قراره.
وكيف يجود الحسن (عليه السلام) على معاوية بشئ يصطلي الإسلام وأهله بناره!
أم كيف يرضى تأهيله لأمر قلبه معتقد لانكاره!
أم كيف يظن أنه قارب بعض المقاربة وهو يسمع سب أبيه في ليله ونهاره!
أم كيف ينسب معاوية إلى الصدق وهو مستمر في غلوائه مقيم على إصراره!
أم كيف يتوهم فيه الإيمان وهو وأبوه من المؤلفة قلوبهم!
فانظر في أخباره، وهذه جمل تستند إلى تفصيل، وقضايا واضحة الدليل، وأحوال تفتقر إلى نظر وفكر طويل، والله يهدي من يشاء إلى سواء السبيل. انظر كشف الغمة ١: ٥٦٣.
وقال إسماعيل بن عبد الرحمن السدي: لم يصالح الحسن معاوية رغبة في الدنيا، وإنما صالحه لما رأى أهل العراق يريدون الغدر به... انظر: تذكرة الخواص: 180.
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»