مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٣٤٦
سالمين فألمي بنا فإنا صانعون لك خيرا. ثم ارتحلوا، وأقبل زوجها فأخبرته عن القوم والشاة، فغضب الرجل وقال: ويحك تذبحين شاتي لأقوام لا تعرفينهم ثم تقولين نفر من قريش!
ثم بعد مدة ألجئتها الحاجة إلى دخول المدينة فدخلاها وجعلا ينقلان البعر إليها ويبيعانه ويعيشان منه، فمرت العجوز في بعض سكك المدينة فإذا الحسن (عليه السلام) على باب داره جالس فعرف العجوز وهي له منكرة، فبعث الحسن غلامه فردها.
فقال لها: (يا أمه تعرفيني؟) قالت: لا.
قال: (أنا ضيفك يوم كذا وكذا).
فقالت العجوز: بأبي أنت وأمي.
فأمر الحسن (عليه السلام) فاشترى لها من شاة الصدقة ألف شاة، وأمر لها بألف دينار، وبعث بها غلامه إلى أخيه الحسين (عليه السلام).
فقال: (بكم وصلك أخي الحسن؟) فقالت: بألف دينار وألف شاة.
فأمر لها الحسين بمثل ذلك، ثم بعث بها غلامه إلى عبد الله بن جعفر.
فقال: بكم وصلك الحسن والحسين؟
فقالت: بألفي دينار، وألفي شاة.
فأمر لها عبد الله بألفي شاة وألفي دينار، وقال: لو بدأت بي لأتعبتهما.
فرجعت العجوز إلى زوجها بأربعة آلاف شاة وأربعة آلاف دينار (1).
ويروى عن ابن سيرين (رحمه الله) أنه قال: تزوج حسن بن علي امرأة، فأرسل إليها

1 - ربيع الأبرار 3: 701، مناقب ابن شهرآشوب 4: 20، احياء علوم الدين 3: 366.
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»