مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٣٤٤
الفصل الثامن في كرمه (عليه السلام) الجود والكرم غريزة مغروسة فيه، وصرفه (لصنوف الدنيا) (1) عنه نهج ما زال يقتفيه، وإيصال صلاته إلى المعتفين (2) يعتده من مناقب معانيه، وإبقاء الأموال عنده يعتقده من مثالب من يعانيه، ويرى إخراج الدنيا عنه خير ما يجتبيه من عمله ويجنيه وحجته في ذلك واضحة فإنه حرام على الولد مجامعة مطلقة أبيه، وقد نقل عنه من تتابع أرفاده بموجوده ووقائع استنقاذه فيه جل مجهوده وما يشهد له بكرمه وجوده، وينضده في سلك سجاياه مع ركوعه وسجوده.
فمنها: ما نقل عنه (عليه السلام) فيما رواه سعد بن عبد العزيز قال: إن الحسن (عليه السلام) سمع رجلا يسأل ربه تعالى أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف الحسن إلى منزله فبعث بها إليه (3).
ومنها: إن رجلا جاء اليه (عليه السلام) وسأله حاجة فقال له: (يا هذا حق سؤالك إياي يعظم لدي، ومعرفتي بما يجب لك تكبر علي، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت

١ - في نسخة: لضيوف الدعاء، وما أثبتناه من نسخة (ط).
٢ - اعتفى فلانا اعتفاءا: أتاه يطلب معروفه.
٣ - صفوة الصفوة ١: ٧٦٠، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٢١، ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من تاريخ دمشق ١: ١٤٧ / ٢٤٧، البداية والنهاية ٨: ٣٨.
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»