مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١٢٥
وفي بيان سبب نزولها وفي تصريحها بفضيلة فاطمة (عليها السلام) والخمسة أهل العبا (عليهم السلام) بمدلولها غير أني أعدت في هذا الفصل ذكرها لكون فضيلة علي (عليه السلام) بخصوصه من مقاصد محصولها، وقد تقدم من ذلك إنه قد نقل أن المراد بقوله تعالى: * (وأنفسنا) * هو علي (عليه السلام) ويمتنع أن تكون نفس علي هي نفس النبي بعينها فيكون المراد من الآية المساواة بين نفسيهما وهذا يقتضي أن تكون كل واحدة من النفسين متصفة (بمثل جنس صفات الأخرى وإلا لما حصل التساوي بينهما فتكون نفس علي (عليه السلام) متصفة) (1) بمثل صفات النفس النبوية الموصوفة بصفات الكمال جنسا لكن ترك العمل بذلك في صفة النبوة لاختصاصها بالنبي (ص) لاستحالة وجودها في غيره فتبقى صفة الفضيلة والعلم (حاصلة لعلي (عليه السلام) لأن النفس المساوية للنفس المتصفة بالفضيلة والعلم) (2) متصفة بذلك لا محالة (3) وفي هذه الآية الشريفة من الإشارة إلى هذه الفضيلة ما لو اقتصر

١ - ما بين القوسين أثبتناه من نسخة (م).
٢ - ما بين القوسين أثبتناه في نسخة (م).
٣ - وقال القاضي الإيجي في شرح المواقف 8 / 367:
وجه الإحتجاج: إن في قوله تعالى * (وأنفسنا) * لم يرد به نفس النبي لأن الإنسان لا يدعو نفسه بل المراد به علي، دلت عليه الأخبار الصحيحة والروايات الثابتة عند أهل النقل أنه (عليه السلام) دعا عليا إلى ذلك المقام، وليس نفس علي نفس محمد حقيقة، فالمراد المساواة في الفضل والكمال فترك العمل به في فضيلة النبوة وبقي حجة في الباقي فيساوي النبي في كل فضيلة سوى النبوة، فيكون أفضل من الأمة.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»