هبة الله بن عبد الواحد بن الحصين (1)، قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي اذنا، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن عبد الصمد بن الحسن بن محمد بن شاذان البزاز، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن الحسين بن الخطاب بن فرات بن حيان العجلي - قراءة علينا من لفظه ومن كتابه - حدثنا الحسن بن محمد الصفار الضرير، حدثنا عبد الوهاب بن جابر، حدثنا محمد بن عمير، عن أيوب، عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين، عن أم سلمة وسلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب عليه السلام قال: لما أدركت فاطمة بنت رسول الله مدرك النساء، خطبها أكابر قريش من أهل السابقة والفضل في الإسلام والشرف والمال، وكان كلما ذكرها رجل من قريش لرسول الله اعرض رسول الله عنه بوجهه حتى كان الرجل منهم يظن في نفسه ان رسول الله ساخط عليه، أو قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله فيه وحى من السماء، ولقد خطبها من رسول الله صلى الله عليه وآله أبو بكر الصديق فقال له رسول الله: يا أبا بكر أمرها إلى ربها، وخطبها بعد أبي بكر عمر ابن الخطاب فقال له كمقالته لأبي بكر، وان أبا بكر وعمر كانا ذات يوم جالسين في مسجد رسول الله ومعهما سعد بن معاذ الأنصاري، ثم الأوسي فتذاكروا أمر فاطمة بنت رسول الله فقال أبو بكر: لقد خطبها من رسول الله الاشراف فردهم رسول الله وقال: أمرها إلى ربها ان شاء ان يزوجها، زوجها، وان علي بن أبي طالب لم يخطبها من رسول الله ولم يذكرها له ولا أراه يمنعه من ذلك إلا قلة ذات اليد وانه ليقع في نفسي ان الله ورسوله إنما يحبسانها عليه، قال ثم اقبل أبو بكر على عمر بن الخطاب وعلى سعد بن معاذ فقال: هل لكما في القيام إلى علي بن أبي طالب حتى تذكرا له هذا، فان منعه منه قلة ذات اليد، واسيناه وأسعفناه، فقال له سعد بن معاذ: وفقك الله يا
(٣٤٣)