وتزخرفت الجنان وتزينت الحور العين وامر الله الملائكة ان تجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور، قال فهبطت الملائكة: ملائكة الصفيح الأعلى وملائكة السماء الخامسة إلى السماء الرابعة وزقت ملائكة السماء الدنيا وملائكة السماء الثانية وملائكة السماء الثالثة إلى الرابعة وأمر الله عز وجل رضوان فنصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور وهو المنبر الذي خطب فوقه آدم يوم علمه الله الأسماء وعرضهم على الملائكة وهو منبر من نور فأوحى الله عز وجل إلى ملك من ملائكة حجبه - يقال له راحيل -: ان يعلو ذلك المنبر وان يحمده بمحامده وان يمجده بتمجيده وان يثنى عليه بما هو أهله وليس في الملائكة كلها أحسن منطقا " ولا أحلى لغة من راحيل الملك، فعلا الملك راحيل المنبر وحمد ربه ومجده وقدسه وأثنى عليه بما هو أهله فارتجت السماوات فرحا وسرورا قال جبرئيل: ثم أوحى إلي: ان اعقد عقدة النكاح فانى قد زوجت أمتي فاطمة ابنة حبيبي محمد من [عبدي] علي بن أبي طالب فعقدت عقدة النكاح وأشهدت على ذلك الملائكة أجمعين وكتبت شهادة الملائكة في هذه الحريرة، وقد امرني ربى ان أعرضها عليك وان أختمها بخاتم مسك أبيض وان ادفعها إلى رضوان خازن الجنان وان الله عز وجل لما ان اشهد على تزويج فاطمة من علي بن أبي طالب عليه السلام ملائكته امر شجرة طوبى ان تنثر حملها وما فيها من الحلي والحلل، فنثرت الشجرة ما فيها والتقطته الملائكة والحور العين وان الحور ليتهادينه ويفخرن به إلى يوم القيامة، يا محمد وان الله امرني ان آمرك أن تزوج عليا في الأرض فاطمة وان تبشرهما بغلامين زكيين نجيبين طيبين طاهرين فاضلين، خيرين في الدنيا والآخرة، يا أبا الحسن فوالله ما خرج ملك من عندي حتى دققت الباب ألا وإني منفذ فيك امر ربى، امض يا أبا الحسن أمامي فاني خارج إلى المسجد ومزوجك على رؤوس الناس وذاكر من فضلك ما تقر به عينك وأعين محبيك في الدنيا والآخرة قال علي بن أبي طالب: فخرجت من عند
(٣٤٧)